للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شروط نكاح الكتابية]

المجيب عبد الرحمن بن عبد الله اللهيبي

رئيس محكمة التمييز سابقا

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٨/٠٥/١٤٢٧هـ

السؤال

وقعت في حب فتاة نصرانية وهي لا تعلم عن دينها إلا القليل. وهي من المتخذات أخدان (أصدقاء) وطبعاً غير عذراء. وسؤالي هل يجوز الزواج بها على هذه الحال التي عليها؟ ربما أسلمت بعد زواجنا. وما هي شروط الزواج من النصارى ولقد سمعت قول الرسول -صلى الله علية وسلم-: "يحشر المرء مع من أحب". وسؤالي هنا: هل أحشر أنا مع هذه الفتاة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فلا يجوز لك أن تتزوج بهذه المرأة لسببين:

الأول: أنك لا تعلم أنها من أهل الكتاب، أو من ينتمي إليهم وربما أنها غير معروفة لأبوين أيضاً.

ثانياً: لو فرضنا أنها كتابية فما دامت تمارس جريمة الزنا فلا يجوز نكاحها؛ حيث لا ينكح الزانية إلا زان أو مشرك، كما هو نص الآية في أول سورة النور، وهي غير منسوخة.

أما الزواج من النصرانيات فيشترط لجوازه شرطان:

الأول: أن تكون المرأة المراد زواجها كتابية.

الثاني: أن تكون محصنة، أي عفيفة عن الزنا، لقوله تعالى: "اليوم أحل لكم الطيبات ... ". إلى قوله: "والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان" [المائدة:٥] .

أما حبك لهذا الفتاة فلا يجعلك تحشر معها؛ لأنك لا تحبها لأجل ما هي عليه من دين، وإنما محبتك لها قد يكون لجمالها، مع بغضك دينها وما هي عليه من فساد.

وأخيراً ننصحك أن تبتعد عن هذه الفتاة، ومن على شاكلتها إذ لا خير في فتاة تبذل عرضها لكل أحد. وإذا أردت الزواج فابحث عن امرأة مسلمة، فإن تعذر ذلك فامرأة عفيفة من أهل الكتاب، أو من يدين بدينهم. ولابد من حضور ولي المرأة عند عقد الزواج، وشاهدين، مع صداق يقدم لها، لقوله تعالى: "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة" [النساء:٤] . والله سبحانه وتعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>