ممارسة الزنا بعد الخطوبة، أو بصفة أدق بعد قراءة الفاتحة، هل هي كبيرة؟ وما حكمه في الشريعة؟ حيث إنني لا أستطيع الزواج هذا العام، ولا أستطيع الابتعاد عن هذا المرض، مع العلم أنني أصلي جميع الأوقات.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد: فجواباً على ما ذكره السائل فإن ممارسة الزنا والعياذ بالله لا شك أنه محرم وكبيرة من كبائر الذنوب سواء كان ذلك بعد الخطوبة أو قبلها أو أياً كان، وقد ورد في ذلك نصوص كثيرة في كتاب الله - تعالى -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومما ورد في السنة قوله - صلى الله عليه وسلم - "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" رواه البخاري (٢٤٧٥) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- ولذلك فأنصحك أخي بالمبادرة بالزواج وإتمام الدخول بكل الوسائل المشروعة؛ لأن في ذلك تحصين لك من هذا المنكر العظيم، وهذا المرض الذي ابتليت به نسأل الله لنا ولك الهداية والصلاح والعصمة من الذنوب والمعاصي والمنكرات كبيرها وصغيرها، وقولك إنك لا تستطيع الزواج هذا العام هذا ليس بعذر في ما ذكرته، فابذل الأسباب المشروعة لإعفاف نفسك بالحلال، ومن يتق الله تعالى يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأيضاً قولك إنك تصلي جميع الأوقات فهذا أمر طيب لكن يجب عليك أن تتذكر قوله تعالى:"إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ"[العنكبوت: من الآية٤٥] ، فلتكن هذه الصلاة مانعة لك من هذا المنكر، وتذكر وقوفك بين يدي الله تعالى وسؤاله، وتذكر بما تجيب به ربك ومولاك وقد جعل الله لك في الحلال غنية من الحرام جميعاً، واستعن بربك في تفريج الكرب وتيسير الأمور، فلا فرج ولا تيسير إلا من الله تعالى فهو تعالى نعم المولى ونعم النصير، وهو المستعان وعليه التكلان في جميع الأمور عظيمها وصغيرها.
وأنبه أيضاً على أنه لا يحل لك الخلوة بالمخطوبة ولا التحدث معها في خلوة لأنها أجنبية منك لا تحل لك حتى تعقد عليها العقد الشرعي الصحيح، وقبل ذلك فإتيانها فاحشة من الزنا والله تعالى أسأله أن يهدينا للحق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.