تزوجت منذ عدة سنين برجل عربي مسلم من بلد آخر أحببته وأحبني، فتزوجنا، علماً أنه أكبر مني سناً، مضت الأشهر الأولى على خير وتفاهم، وبعد المولود الأول انقلبت حياتنا، يوماً نكون فيه متراضين، وعشرة نكون متخاصمين وهكذا، بعد المولود الثاني وأنا لا أجد من زوجي كلمة جميلة، لا أجد منه ما أريد إلا الصرف على البيت والأولاد، وأنا امرأة عاطفية جداً، وهو إنسان جدي جداً، لا يعرف الرومانسية، ولا طول البال، على أقل شيء يغضب ويشتم، وما يحزنني أكثر أنه في بعض الأحيان يدعو علي، وأنا لا أرد عليه، ولكني أسرها في نفسي، وأذهب أبكي، حتى عندما أبكي فإنه لا يأتي ليصالحني، أو يرضيني، ولديه تلك الفكرة أن الحق معه دائماً، وأنه حتى لو كان هو مذنباً فيجب علي أن أرضى، وأنْ آتي إليه، وأنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء جميل له إذا كان هو ظالمني.
أظل أفكر في أيامنا الحلوة، وأقول في نفسي: لماذا تغير علي هكذا؟ مع العلم أنني ناقشته عدة مرات في هذا الموضوع، وطلبت منه أن ينتبه لحاله معي، وأحاول دائماً أن أطلعه على مواقع، أو كتب تهتم بشؤون الحياة الزوجية، ولكن لا حياة لمن تنادي، لقد مللت وسئمت؛ لأنني حاولت بكل الطرق معه، لكنه هكذا، مع العلم أنه يقول لي دائماً: إنه يحبني، وإنه راض وسعيد بالعيش معي، ودائماً يمدحني بين الناس، وليس لديه المشكلة التي أعاني منها أنا، ولكني لا أجد حبه لي، فهو لا يجالسني، وليس لديه قيم الخصوصية، والرومانسية الزوجية، كل شيء لديه عائلي، أي كل همه هو الأولاد، حتى عندما أتزين له، وأتطيب، وأعمل كل الأمور الجميلة له، فهو لا يهتم، ولا تتحرك مشاعره نحوي، مع أنني جميلة، وأصغر منه بكثير، حتى عند المعاشرة فإنه يقضي وطره مني بلا مقدمات كأنما يقوم بمهمة ما، وهذه المعاشرة لا تحدث إلا مرة في الأسبوع، أو كل عشرة أيام، أو ربما في بعض الأحيان تصل قرابة الشهر من دون أي لمس بيننا، ماذا أفعل؟ أصبحت أفكر بالانفصال عنه، ولكن يصعب علي ذلك؛ لأن لدي ابنتين، إضافة إلى ذلك فأنا أحبه، ولا يمكن أن أتصور حياتي من دونه، ماذا أفعل؟ علماً أنني وحدي ليس لي أهل وأقارب، وهو أيضاً، أرجو أن تساعدوني، -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
من المتوقع ألا يختلف اثنان في أن ما ذكرته من حالك مشكلة، لكن قد يقع الخلاف في حجم المشكلة؛ فقد أشرتِ إلى أنك امرأة عاطفية و (رومانسية) ، والعلاقة العاطفية والرومانسية تشكل أولوية بالنسبة لك، وهذا من شأنه أن يجعل شعورك بالإشباع العاطفي يتأخر حتى في الأوضاع الطبيعية.
ومن الصعوبة تشخيص حالة زوجك في حدود الوصف الذي ذكرته؛ لأن قدرًا كبيرًا مما ذكر، هو في الواقع يعبر عن نظرتك له، وأتوقع ألا يكون الوصف دقيقًا بشكل كافٍ لسببين: أن ما ذكرته يعبر عن رأيك، ونظرتك، وتفسيرك للمواقف، وقد لا تكون هي المواقف نفسها.
السبب الثاني: أن هناك مواقف متبقية يتعين معرفتها؛ لإعطاء تشخيص لحالة الزوج.