كنت في حديث مع أحد الزملاء، وتطرقنا إلى محبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فذكر أنه يحب ابنه أكثر من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأنكرت عليه ذلك، وذكرت له أنه من تمام الإيمان تقديم محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فرد قائلاً: إنه لا يستطيع التغلب على عواطفه، مع أنه حاول ذلك وقد عقد لساني لذلك، أرجو منكم الرد عليه مأجورين.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فأقول وبالله التوفيق:
اعلم بارك الله فيك أن محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست من نوع الحب العاطفي المجرد، بل هي أمر وثيق الصلة بالإيمان وصحته؛ ولهذا بوب البخاري - رحمه الله - لذلك في صحيحه بقوله:(باب حب الرسول من الإيمان) ، ثم أورد حديث رقم (١٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده"، وحديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" رواه البخاري (١٥) ، ومسلم (٤٤) .