وفي فتوى للشيخ ابن باز -رحمه الله- ذكر أن وقت العصر يبدأ عندما يصبح ظل كل شيء مثله".
ألا يكون هناك تعارض بين الفتوى والحديث، فالحديث يذكر أن يكون ظل التلول مثلها ثم ينادى لأذان الظهر؟ أرجو بيان الجواب الصحيح في هذه المسألة.
الجواب
لا تعارض بين الفتوى والحديث لأن فتوى الشيخ -رحمه الله - تذكر بداية وقت العصر، أما حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فالظاهر أنه أخر وقت الظهر إلى أن قرب من وقت العصر؛ لأنه أراد أن يجمع بينهما، ويشهد لذلك أنه كان على سفر كما جاء في أول الحديث، فيكون بذلك جمعًا بين الحديث والفتوى، أو أن المساواة المذكورة تحتمل أن الظل ظهر بجانب التل فساواه في الظهور لا بالمقدار، وهذا كله ما بينه ابن حجر في فتح الباري، حيث قال -رحمه الله تعالى -: (وأما ما وقع عِند المصنف في الأذان عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة بلفظ " حتى ساوى الظل التلول " فظاهره يقتضي أنه أخرها إلى أن صار ظل كل شيءٍ مثله , ويحتمل أن يراد بهذه المساواة ظهور الظل بجنب التل بعد أن لم يكن ظاهرا، فساواه في الظهور لا في المقدار , أو يقال: قد كان ذلك في السفر فلعله أخر الظهر حتى يجمعها مع العصر) .