للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخيار الصعب]

المجيب د. سلمان بن فهد العودة

المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ بعد الزواج /الحقوق الزوجية

التاريخ ٢٤/٥/١٤٢٥هـ

السؤال

تزوجت من امرأة في نهاية العشرين من عمرها، وكلانا مثقف ومن أصحاب الشهادات المحترمة، وهناك قدر من الود والمحبة بيننا، وبعد قضائنا خمس سنوات من حياتنا الزوجية برزت -بشكل ملفت- مشاكل حادة وصلت إلى حد الخطر، وتتلخص المشكلة في التالي:

أولاً: زوجتي موظفة، وأخذت إجازة لمدة خمس سنوات، انتهت الآن، وهي مهددة بالفصل من وظيفتها، وهي تطالبني بالعودة إلى وظيفتها، أو تقديم عوض مالي لقاء تضحيتها بالوظيفة، وأنا رافض للأمرين، وخاصة أن وظيفتها في بلد آخر غير البلد الذي نعيش فيه.

ثانياً: عدم التأقلم بين أهلي وأمي تحديداً، وبين زوجتي لدرجة تؤذيني كثيراً، ونتيجة لهذه التراكمات طلبت زوجتي الفراق إن لم أستجب لمطالبها، وأنا أرى أن في هذه الاستجابة حقاً غير مشروع لها، كما أنه ضعف في الوفاء للعلاقة الزوجية وتحويلها إلى علاقة مادية، وربما كان سلسلة لمطالب أخرى، بينما ترى هي في المقابل أن ذلك من حقها لتضمن مستقبلها المهدد جراء وضعي الصحي المتدهور، كما أن رفضي فيه نوع من عدم التضحية المتبادلة، أنا أمام خيار صعب. أرجو منكم الرأي والمشورة.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

العلاقات الزوجية مبنية على المودة والرحمة، وأعظم أساس لها طاعة الله وتقواه، فهي الوسيلة التي تجدد في الحياة الزوجية، وتجعلها جميلة وممتعة، فاحرص على ذلك، واحذر أن تكون حياتكما جافة ومقتصرة على أمور حسية مادية، فلها من الأثر السلبي الشيء الكبير.

لم تذكر أن بينكم أولاداً، والأولاد ـ إذا وفق الله ـ سبب في تجديد الحياة، واستمرار في الحياة الزوجية السعيدة، وإذا كان لكما أولاد، فمراعاة ذلك مهم جداً.

- القضية ليست كبيرة جداً، وأنت قادر - بإذن الله- على حلها.

- وعليك تقدير الانقطاع عن عملها في تلك الفترة من أجل البيت، فواجب عليك إعطاؤها من المال ما يتناسب مع وضعها وحاجتها.

- حاول أن تعالج إصرارها على ترك المنزل، بإدخال والدها في كل الأمر.

- علاقتها مع أهلك، لك أنت دور كبير في تحسينها من خلال قوامتك وإقناعك لها، وإدخال السرور على الزوجة والأهل، وتبادل الهدايا، وغيرها من الخطوات التي تسهم في تجاوز هذه القضية - بإذن الله-.

- أوجد عملاً بديلاً في نفس المنطقة التي أنت فيها، أو ابذل ما تستطيع لنقلها بجوارك.

- أنت بذلك قد عملت ما عليك. وأسأل الله أن ييسر أمركما.

<<  <  ج: ص:  >  >>