التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين
التاريخ ١٥/٩/١٤٢٤هـ
السؤال
مشكلتي في العلاقة بيني وبين أبي، حيث إنه منذ صغري عانيت كثيراً من معاملته السيئة لي ولأمي، فهو لا يحترمها ودائم الصياح عليها وعلينا، وهو دائماً صوته عالي وأنا الآن اصطدم به كثيراً، حيث أني عرفت كثيراً عن أمور الحياة، ودائماً أراه يخطئ أمامي وقد قطع كل رحمنا، فهو يقاطع جميع أهل أمي ويمنعها ويمنعنا من زيارتهم، فنحن لا نستطيع أن نرى جدتنا وهي في بلدة بعيدة عنا، وإذا حاول أحدهم المجيء يعاملهم معاملة سيئة، ولسان حاله يقول أخرجوا من بيتي. كما أنه قطع علاقته بأخيه الأكبر، وهو دائم الإهانة لي أمام الناس، وهكذا فأنا تعودت منذ صغري على حب أمي وتضحيتها من أجلنا، وعلى تجنب أبي تماماً، فنشأت جفوة بيني وبينه، أخذت تزداد بمرور السنين، والمشكلة الآن أني لا أستطيع أن أغفر له ما حدث طوال حياتي، وأخاف من ربي وأعلم أنه وصانا ببر الوالدين ولكنه رغماً عني، علماً بأني أبر أمي وأقبل يدها دائماً، ولكني لا أستطيع فعل المثل معه، فأنا لم أتعود على احترامه أو حبه، فأرجو أن ترد علي سريعاً، مع العلم أنه لا يسمع كلام أحد ولا يوقر أحداً، وهو يصر على عمل أمي خارج البيت، ويرفض تركها له، وهي الآن تقدمت في السن ولا تستطيع العمل، وأنا الآن أشك في كل الرجال، وأرتاب منهم وأخاف الارتباط بأحدهم، فأرجو الرد سريعاً.
الجواب
إلى الأخت السائلة بعد حمد الله تعالى أقول:
اعلمي أن بر الوالدين واجب حتى ولو كانا سيئين، ويحرم العقوق حتى ولو كان الأب شديداً أو سيئ المعاملة، وقد أمر الله بحسن المصاحبة بالمعروف حتى وإن جاهدا على كفر ولدهما "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ... "[العنكبوت:٨] وأمر بصلتهما والإحسان إليهما حتى ولو كانا كافرين كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسماء وقد وفدت إليها أمها وهي كافرة لحاجة فقال:"صلي أمك" متفق عليه البخاري (٢٦٢٠) ومسلم (١٠٠٣) ووالدك ليس إلى هذا الحد، فينبغي الابتسامة في وجهه والإحسان إليه، وتعمد الرضى بخدمته، واللجوء إلى الله بهدايته، وأراك بصدودك آثمة ينبغي الإقلاع والتوبة إلى الله تعالى وتحملي فهو جهاد، بل من أعظمه الاجتهاد في خدمة الوالدين.
ولا داعي للشك في جميع الرجال، وارتبطي حلالاً بالصالح منهم، وتزوجي ذا الدين المستقيم فمع مثله تكون السعادة بإذن الله حتى ولو كان فقيراً "إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله"[النور:٣٢] فقد ذكر الله هذه البشارة عند تزويج الصالحين من عبادكم، واحذري من الارتباط بالفاسد غير الصالح حتى ولو كان غنياً، أو ابن عم ونحوه.
توبي إلى الله وبري والديك، واضرعي بالدعاء، وأحسني يحسن الله إليك.