للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مظاهر الكِبْر

المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٣/٨/١٤٢٣هـ

السؤال

شيخنا: لقد حرم الله إسبال الإزار لأنه من مظاهر الكبر، ومنعه حتى على من لا يقصد بإسبال إزاره كبرا، والحديث معروف في ذلك. وفي عصرنا نرى أن الإسبال صار نادرا جدا أن يكون من مظاهر الكبر، لكن صارت هناك أشياء عديدة أخرى تستعمل من أجل الكبر والفخر، مثل لبس بعض الأنواع من النظارات الشمسية الفاخرة، وغير ذلك، فهل يمكن - قياسا على الإسبال - القول بتحريم مثل هذه الأشياء العصرية ولو لم يكن المقصود منها كبرا؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فأقول وبالله التوفيق.

الكبر خلق مذموم وكبيرة من كبائر الذنوب وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منها قذفته في النار) خرجه أبو داود في سننه، كتاب اللباس، باب ما جاء في الكبر، حديث رقم (٤٠٩٠) ، ج (٤/٣٥٠) ، ولمسلم نحوه.

وعلى هذا فكل عمل من الأعمال أو ملبوس من الثياب ونحوها يقصد منه الخيلاء والتكبر فهو مندرج في حكم ما نهى الله عنه، وهذه النظارة التي ذكرت في سؤالك الأصل في لبسها الإباحة، إلا إذا خرجت عن المقصود منها إلى الإسراف أو التكبر والخيلاء فإنها والحال هذه تكون مما نهى الله عنه، وسواء كان هذا الحكم مبناه على القياس كما ذكرت في سؤالك أو كانت دلالة النص عليه تفيد التحريم. فالذي يعنينا هو أن الكبر والخيلاء والإسراف وما أدى إليها من الوسائل مندرجة ضمن الأمور التي نهى عنها الشارع الحكيم وحذر منها، والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>