نحن المسلمين نؤمن باليوم الآخر، فهل اليهود والنصارى يؤمنون باليوم الآخر كما نؤمن به؟ وهل ذكره موجود بكتبهم أم لا؟ أم هل كان مذكوراً فعلا في كتبهم قبل أن يقوموا بتحريفها، وأما الآن فلا؟ وهل اليهود والنصارى على اختلافهم، وقصدي هنا أن مثلا النصارى يوجد منهم (كاثوليك وبروتستانت وأورثوذكس) ، فهل إحدى هذه الطوائف مثلا تؤمن باليوم الآخر أما الباقي لا؟ والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فإن عقيدة جميع الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى خلقه واحدة وإن اختلفت شرائعهم، وقد ذكر القرآن جل عقائدهم، قال تعالى:"إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا"[النساء: ١٦٣] ، والآيات في ذلك كثيرة جدا.
ومن العقائد التي كان على بني إسرائيل أن يتبعوها إيمانهم بالبعث متبعين في ذلك سنة إبراهيم عليه السلام، وتكررت عقيدة التوحيد والإيمان باليوم الآخر عندهم وهي منسوبة إلى غير إبراهيم من أنبياء بني إسرائيل والصالحين منهم.
أما في كتب اليهود المحرفة فإن عقيدة البعث والآخرة والحساب قليلة الذكر فيهم، إذ قلما يشيرون إلى حياة أخرى بعد الموت، ولم يرد في ديانتهم شيء عن الخلود، وأن الثواب والعقاب يتم في الحياة الدنيا. وإن كانت بعض فرقهم تعتقد في البعث كالفريسيين والكتبة، إلا أن ذلك غير مدون في كتبهم المقدسة عندهم.