زوجي رجل مهذَّب ويرحِّب بأقاربي، والآن والداي يعيشان معي، إضافة لابن أخي.
المشكلة أن والديَّ دائماً يتكلمان بالسوء عن زوجي، لكنني أعلم أنه رجل محترم ومهذَّب ويحترمهما جداً، فهما يظنان أنه شرِّير وبخيل. وزوجي يحبني ويحب أهلي، فأنا لا أريد إهانة والديّ، وفي الوقت نفسه أريد منهما أن يحترما زوجي، أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب
أختي الكريمة، مشكلتك تتمثل في إحساسك باضطهاد والديك لزوجك، وعدم تقديرهما له، رغم أنه يستقبلهما في بيته ويقدرهما ويحترمهما، وهذا في تصوري لا يمكن تحديد أسبابه مباشرة دون أن يكون لدينا خلفية اجتماعية عن والديك وعن زوجك من حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي. ولكن أدرك الصراع الذي تعيشينه، ولعلي في حروفك أقرأ كثيراً من التعب النفسي الذي تشعرين به، فأنت بين والديك وزوجك.
يبدو من الوهلة الأولى أن زوجك أكرم والديك، فهما يقيمان عنده، وهو الذي ينفق على المنزل، وتقبله إيجابي لهم، ولكن من المتعارف عليه أن كثيراً من كبار السن -عند بلوغهم مرحلة متقدمة في العمر- يصعب اقتناعهم بكرم الآخرين، أو العطف من الآخرين عليهم. لذلك تصدر منهم السلوكيات التي تثير الاحتقان ضدهم، والمتخصِّص في بحوث الشيخوخة يراها طبيعية في ضوء التغيرات السلوكية التي يعانون منها.
هناك كتب مفيدة عن الحياة السعيدة لكبار السن، لعلك تقتنيها، والفائدة ستكون لزوجك كثيراً، فهو سيدرك طبيعة تلك التغيرات، حتى يستطيع تقييم تلك السلوكيات وتقديرها عند وضعها الطبيعي. لا أنصحك بتضخيم الموضوع، وثقي أن كبار السن من الصعب الحصول على قناعاتهم بسهولة، فلديهم زيادة في الحساسية، خاصة عندما يرتبط ذلك بعدم وجود ما يشغل عليهم أوقاتهم، ويتصرفون أحياناً بدون تجمل، ودائماً ما ينتقدون الأجيال الشابة، فهم قد يشعرون بقرب نهايتهم، ولديهم تغيرات نفسيه كثيرة علينا إدراكها. لذلك تعاملك مع والديك سيكون غير مباشر، فمثلاً عليك إعطاؤهم من البرامج -بالتنسيق مع المؤسسات المحلية لديكم- ما يستطيعون به قضاء وقت فراغهم والالتقاء بغيرهم، وعمل صداقات جديدة، ويمكنكم تأمين بعض الألعاب القديمة لهم داخل المنزل.
وشكري وتقديري لزوجك على حسن أخلاقه وتقديره لوالديك، فهذا هو الأصل في التعامل الراقي مع من يحب، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقدِّر صديقات وقريبات خديجة -رضي الله عنها- أم المؤمنين زوجته الأولى، تقديراً وحباً في خديحة -رضي الله عنها- فاحترام زوجك لوالديك علامة على حبه وتقديره لك، فبارك الله لكما.
دعائي لك أختي الكريمة بأن يستر الله عليكم، ويحفظكم بحفظه، وأن يهدينا للصراط المستقيم، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.