أفيدونا هل كان الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- خارجياً عندما خرج على يزيد؟ وكذلك محمد بن سعود عندما خرج على الخلفاء العثمانيين؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا ندري ماذا كان سيفعل الحسين -رضي الله عنه- تماماً، ومع ذلك فهو اجتهد فأخطأ، وقد خالفه علماء الصحابة الآخرون كابن عباس، ونصحوه بألا يفعل، وعلى أية حال فقد كان متأولاً، وما حصل من زلة رجل صالح كان هو ضحيتها قبل غيره، لكنها لا تنقص من فضله وقدره، ولا تعد منهجاً للسلف، بل كانت من أعظم العظات والدروس والعبر.
أما محمد بن سعود فكانت إمارته لسد فراغ في السلطة في نجد، حيث لم تكن للدولة العثمانية عليها سلطة مباشرة. وكان قيام إمارة شرعية -تقيم شعائر الدين، وتحفظ الأمن، وتجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى والسنة- ضرورة شرعية وأمنية، لا سيما وأن إمارة محمد بن سعود كانت قد انطلقت من أسس شرعية تقوم على راية السنة التي رفعها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب على التوحيد والعدل والعلم.
ولم يعلن الخروج على الدولة العثمانية، ولا تمرد عليها، حتى نابذه المتنفذون باسمها في البلاد المجاورة.
وقد فصَّلت هذا في كتابي (إسلامية لا وهابية) فليراجع ص (٢٩٨) . والله أعلم.