للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما جاء في (لمعة الاعتقاد) من تفويض الإمام أحمد للمعنى!]

المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٢/١/١٤٢٥هـ

السؤال

هل يمكن الدعوة إلى الجهاد قبل تصحيح العقيدة أم لا؟ بدليل أن صلاح الدين كان أشعريًّا. جاء في (لمعة الاعتقاد) أن أحمد بن حنبل فوَّض المعنى. هل هذا مذهب أهل السنة؟.

الجواب

الجهاد أصل من أصول الدين وهو منوط بولاة المسلمين وأهل الحل والعقد فيهم، وما كان منه جهاد دفاع إذا هجم على بلد من بلاد المسلمين عدو فلا ينتظر في جهاده تصحيح العقيدة. أما الجهاد الاختياري (الطلب) فيقرره أهل الحل والعقد من الولاة والعلماء إذا توافرت شروطه، وكانت الأمة على أهبة الاستعداد المعنوي والمادي، والراية يجب أن تكون صحيحة العقيدة، ومن القوة التي أمر الله بها في قوله -تعالى-: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" [الأنفال:٦٠] ، القوة المعنوية، والتي لا تكون إلا بتصحيح العقيدة، وعليه: فإنه لا تستقيم الدعوة للجهاد قبل تصحيح الاعتقاد، أما صلاح الدين فكانت رايته راية سنة لا بدعة، وانتسابه للأشاعرة لا يعني أن الراية كانت بدعية فيما يظهر لي، كما أن جهاده كان جهاد دفاع، أما ما جاء في (لمعة الاعتقاد) من أن الإمام أحمد فوَّض المعنى؛ فإن المقصود به تفويض الكيفية؛ لأن عبارة (تفويض المعنى) تحتمل أمرين: أولهما: تفويض الحقيقة؛ وهذا مذهب المفوضة المبتدعة، ولا يقصده الإمام أحمد ولا غيره من أئمة السلف. وثانيهما: تفويض الكيفية؛ وهذا حق، فإن كيفية أسماء الله - تعالى- وصفاته غير معلومة للخلق، أما حقائق صفات الله - تعالى- فهي ثابتة كما جاءت بها النصوص الصحيحة. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>