الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حسن منك - أيتها الأخت السائلة- أن تسعي إلى تزكية نفسكِ بسؤالك عن طرائق البعد عن الحقد والكراهية، ولتحقيق ذلك يحسن بنا أن نعلم أن منشأ الحقد والكراهية عادة موقف غضب، يدفع الإنسان للانتقام فيسعى لرد مكانته التي يعتقد أنها تأثرت، وحتى ندفع ذلك عن أنفسنا وقلوبنا، يجب أن ننظر إلى الأمور من حولنا نظرة واثق كبير في نفسه، تقول العرب:(وليس كبير القوم من يحمل الحقدا) .
العظماء أيتها - الأخت- لا يبالون بأقاويل السفهاء، ولا يلقون لها بالاً، بل إنهم يقولون: وأتعب من عاداك من لا تشاكله، والمعنى: أنك كلما تجاهلت عدوك، كلما كان موقفك أعلى وأفضل، هذا كله جواب تقتضيه الأعراف الأدبية، أما شرعياً فالمسلم يعفو ابتداءً، ويتغافل عما لا يعجبه، ويتأسى بالقرآن؛ "ادفع بالتي هي أحسن"[فصلت:٣٤] ، ثم لماذا نكره بعض من حولنا؟ أليس فيهم شيء إيجابي؟ بل أليس فينا أشياء سلبية؟ فلنكن منصفين، ننظر للأمور بميزان من يعرف الدنيا، وعدم خلوها من الأكدار، فتطمئن نفوسنا، وتستريح قلوبنا، فلنجرب الإحسان إلى من يعادينا، وللننظر إلى أثر ذلك عليه، فإن تغيروا إلى الأحسن فقد كافانا الله مؤونة الكراهية، وإن بقوا على عداوتهم، وأصروا، فأمثال هؤلاء لا يستحقون أن نشغل أنفسنا بهم.
ختاماً: يا - أختاه- لا أشك أنك تطلبين الجنة، ولا تنال الجنة بشيء أعظم من سلامة القلب. "إلا من أتى الله بقلب سليم"[البقرة:٨٩] . والله أعلم.