عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
أصول الفقه /التعارض والترجيح
التاريخ ٠٦/٠٨/١٤٢٥هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
سؤالي هو: هل يعارض الإجماع حديثاً صحيحاً؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فإن الإجماع إذا ثبت فإنه يترتب عليه أحكام، منها: أنه لا يقع على خلاف نص، ومن ادعى ذلك فلا يخلو الحال من أمرين: إما أن يكون الإجماع غير صحيح، وإما أن يكون النص منسوخاً، فبالإجماع الصحيح يعرف بطلان غيره من الأدلة؛ فمحال على الأمة أن تضيع دليلاً تحتاج إليه؛ إذ هي معصومة، لكن قد يجهل بعض الأمة بعض النصوص، ولا تجهله كل الأمة، والإجماع قول كل مجتهدي الأمة. يقول الإمام الشافعي:(لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فرق علم كل واحد منهم ذهب عليه الشيء منها، ثم ما كان ذهب عليه منها موجوداً عند غيره) . ويقول الخطيب البغدادي في كلامه على طرق معرفة الناسخ والمنسوخ:(وقد يعلم بالإجماع، وهو أن تجمع الأمة على خلاف ما ورد من الخبر؛ فيستدل بذلك على أنه منسوخ؛ لئلا تجتمع على الخطأ) . ويقول ابن القيم:(ومحال أن تجمع الأمة على خلاف نص له إلا أن يكون له نص آخر ينسخه) . والله أعلم.