للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أمي.. ورسائل الجوال..!!!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين

التاريخ ٧-٤-١٤٢٣

السؤال

أنا شاب من أسرة كريمة والدي متوفى وأسرتي تتكون من خمسة أشخاص: أمي، وإخوتي.

وفقني الله لطريق الهداية.. واهتدى على يدي بعض الأحبة ولله الحمد، وأنا الآن واقع في مشكلة كبيرة جداً..!!!

مشكلتي أنني اكتشفت بمحض الصدفة أن هناك رجل غريب يتصل بوالدتي عن طريق الجوال ويرسل لها بعض الرسائل.. التي استشفيت منها رغبته في الارتباط بها..!! مع العلم أن والدتي امرأة فاضلة متعلقة بربها إلى حد كبير..أنا الآن في حيرة شديدة ولا أعرف ماذا أصنع فأنا مشتت الفكر كلياً أرجو إفادتي بأسرع وقت ممكن.

الجواب

الأخ الكريم

شكرا لثقتك واتصالك بنا في موقع الإسلام اليوم

الحمد لله الذي وفقك للهداية وللرفقة الصالحة التي تدل على الخير وتعين عليه.

لا أدري هل اكتشافك بمحض الصدفة وجود رسائل لوالدتك عن طريق الجوال هي في حقيقتها تمثل مشكلة؟؟ لا بد أن تضع الأمور في حجمها الطبيعي وتتعامل معها من خلال ذلك الحجم. ويمكنك وضع هذه المسألة في حجمها الطبيعي من خلال معرفتك أن هناك أموراً يجب الوقوف معها ومنها:

أولا: هل وجود مثل هذه الرسائل والاتصالات يعني بالضرورة رضى والدتك بها رغم ما تقوله في صفاتها من فضل وعلم وتعلق بالله عز وجل. فكم أزعج كثير من الشباب العديد من البيوت باتصالاتهم الغير أخلاقية وربما الوقحة في بعض الأحيان ولم يكن لأهل هذه البيوت من حل إلا الدعاء بالتخلص ممن يزعجهم بمثل هذه الأعمال هذا من جانب..

ثانياً: من الجانب الآخر.. يجب أن تشعر أن والدتك ليست صغيرة وفيها من العقل ما يمنحها التحكم والتصرف المناسب في مثل هذه الأمر بل أن الشرع أعطاها الحق المطلق بقبول الخاطب من رفضه ونزعه من وليها تماماً بخلاف المرأة البكر.

ثالثاً: كذلك يجب أن تشعر أن المرأة مثلها مثل الرجل - إن لم تكن أكثر في احتياجها إلى الأنس والعطف الزوجي الذي لا يمكن أن يوفره لها غيره من الناس حتى البنين والبنات. فلماذا لا تريد أن تتصور أنه يمكن لوالدتك أن تتزوج مرة أخرى بعد وفاة والدك فهذا حق مشروع لها، خاصة إذا كانت لا زالت في سنٍ مبكر ولم تواجه تشنجاً سيِّئاً بالرفض من قبلك أنت وأخواتك.

رابعاً: من خلال ما سبق يمكن أن أفيدك أن هذه الحال مع والدتك لا تخلو من حالين من وجهة نظري.

الحال الأولى: أن لا تكون لدى والدتك الرغبة في الزواج البتة ولا ترى الخوض في هذه المسألة نهائياً وفي هذه الحال يجب أن تعلم أن ما اكتشفته إنما هو عملية إزعاج من طرف آخر سيِّئ ووالدتك غير راضية تماماً ولم تسعى إليه مطلقاً ولن تخدع به.

<<  <  ج: ص:  >  >>