للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعدد الجماعات الإسلامية]

المجيب د. ناصر بن محمد الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/ الحركات الإسلامية/مسائل متفرقة في الحركات الإسلامية

التاريخ ٧/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

بالنسبة للجماعات الإسلامية هل هي وحدة السلفية أو أهل السنة والجماعة؟ وأين اسم أهل السنة والجماعة؟ نرى الإخوان والتبليغ لماذا لا تكون واحدة؟ وما الحكمة من تعدادها؟

الجواب

أهل السنة والجماعة هم المتبعون ظاهراًَ وباطناً لما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضي الله عنهم- وسلف هذه الأمة من القرون المفضلة في الاعتقاد والعمل، والمتمسكون بوصية النبي -صلى الله عليه وسلم-:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ" أخرجه أبو داود (٤٦٠٧) والترمذي (٢٦٧٦) من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه-، ويعلمون كذلك أن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويقدمونهما على قول كل قائل، ولهذا سموا أهل السنة، وعلى هذا الأصل كان اجتماعهم، ولذا سموا الجماعة.

فمن كان محققاً لهذا الأصل عاملاً به متحاكماً إليه عند الاختلاف والتنازع فهو من أهل السنة والجماعة، وإن لم يتسمّ باسم السنة أو السلف؛ ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يجعل الألقاب والأسماء التي اشتهرت بها الطوائف المنتسبة إلى الإسلام سمات تعرف بها، بل جعل أمارتها موافقة الكتاب والسنة وإجماع الخلفاء الراشدين ومن سلف من القرون المفضلة، ومن جعل هذا الأمر هو ميزانه في الحكم على تلك الجماعات عدل في حكمه، وأصاب في قوله، وعلم أن هذه الجماعات درجات متفاوتة، ومنازل مختلفة، فمنهم من هو أحرص على اتباع السنة، ومنهم من دون ذلك، ومنهم من يجتهد في إصابة الحق فيوفق، ومنهم من يجتهد ولا يصيب الحق، وهم في هذا كله لا يخرجون عن مسمى الإسلام، ويشملهم قوله -تعالى-:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" [النساء:٤٨] وقوله -تعالى-:" وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم" [التوبة:١٠٢] .

وأما الاختلاف الحاصل بين تلك الجماعات فإنه لا يضر إذا كان ذلك من باب التنوع في العمل والدعوة إلى الله -تعالى-، بشرط أن يكون الرد عند الاختلاف والتنازع بينهم إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وما كان عليه سلف هذه الأمة وخيارها، وعليه فلا بأس من الدخول معهم في منتدياتهم ونحوها؛ لتعلم العلم والانتفاع بما عندهم من خير، والتعاون معهم على البر والتقوى مع تجنب خطئهم، وسؤال أهل العلم إن أشكل عليك شيء من أمرهم.

بقي - أخي الكريم - أن أحذرك من بعض المواقع والمنتديات الموجودة على الشبكة العالمية، ممن تعلن انتسابها إلى الإسلام وهم منه براء، فإن خطرهم عظيم، وتلبيسهم على الناس كبير، والله المسؤول أن يهديك سواء السبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>