هل يمكن رؤية نور الملائكة، وسماع أصواتهم في هذا الزمن؟!
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالملائكة عالم غيبي مخلوقون من نور، مكلّفون بما كلفهم الله به من العبادات، خاضعون لله تعالى أتم الخضوع، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، والأصل فيهم أنهم لا يرون، وقد يشاهدون، حيث ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى جبريل في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح وقد سدّ الأفق، كما ورد في البخاري (٣٢٣٢، ٣٢٣٣)(٦/٣١٣) من الصحيح بشرحه فتح الباري، وورد أنه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر، وأنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام والإيمان والإحسان....إلخ في الحديث المشهور. أخرجه مسلم برقم (٨) .
وتمثل لمريم في صورة بشر، قال تعالى:"فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا"[مريم:١٧] .
وجاءت الملائكة إلى إبراهيم -عليه السلام- في صورة بشر، ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له حقيقة أمرهم، وفي قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وأن الملك تشكّل لهم في صورة بشر، كما في صحيح البخاري (٣٤٦٤) ، وصحيح مسلم (٢٩٦٤) وهذه أمور ثابتة بالنصوص.
ويبقى أن يعلم أنه ليس كل من ادعى: أنه رأى ملكاً من الملائكة، أو سمع كلامه يقظة صدقناه، فما أكثر من يدعي أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته يقظة، أو رأى جبريل أو الخضر، وهو في ذلك كله متوهم أو ضال مبتدع أو مدّع بباطل. والله الهادي إلى سواء السبيل.