[زوجي لا ينام معي!]
المجيب د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات الجنسية
التاريخ ٠٤/٠٢/١٤٢٧هـ
السؤال
زوجي لا ينام على نفس الفراش الذي أنام عليه، ولكنه يأتيني بصورة طبيعية، وعندما يقضي إربه يذهب لفراشه، فهل يحق لي أن أطالبه بالنوم معي على فراش واحد؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن من الحكمة أن يبحث كلٌّ من الزوجين عما يقرِّبه من الآخر، ويدنيه منه، وفي المقابل يحاول أن يسد الفجوات التي تباعده منه، وتفصله عنه.
وربما كان أحد الزوجين حريصاً على القرب، لكنه لم يحسن وسيلة الإقناع، ولم يُجِدْ لغة الخطاب، فزاد في مساحة البعد.
والحياة الزوجية ليست عملية اقتصادية عمادها: ماذا لكَ، وماذا لي؟، وماذا عليكَ، وماذا عليّ؟! ولكنها عملية وجدانية، يتحدث لغتها القلب، ويمثل ألفاظها السلوك.
أختي الكريمة: إن من الطبيعي أن يدخل الزوجان بيت الزوجية، وكلٌّ منهما يحمل طبائع وعادات قد تخالف ما نشأ عليه الآخر من طبائع وعادات.. وحسب الزوجين الحريصين على إنجاح حياتهما الزوجية أن تكون تلك الطبائع المختلفة (هامشية) ، وليست في صلب التعامل الزوجي. إذ إن كلاً من الزوجين يمثل (شجرة) نبتت في (حوض) عائلي مختلف، وتغذّت من تربة ذلك الحوض، وتشكّلت بذلك الغذاء.
وإذا كان من المهم جداً أن يراعي كل من الزوجين الطرف الآخر فيما يختلف عنه فيه من عادات، فإنه قد ثبت بالتجربة أن إعطاء فرص أكثر من الحب يسهم في هدم (جدار) الطبائع المختلفة وسرعة (إذابة) كل من الزوجين في الآخر.
والمرأة جعلها الله أكثر قدرة في التأثير العاطفي، وأعمق جذباً من الرجل، وهي حين تفهم نفسية الرجل (الزوج) ، وتتقصّد التأثير عليه فإنها تملك إمكانات هائلة.
ولكن ما يلفت النظر أن بعض الزوجات قد تصل إلى حد الإرهاق من تفانيها في خدمة زوجها وأولادها، ولكنها تفسد ذلك العسل بـ (خلّ) سوء الاستخدام لقاموسها اللغوي!.. فهناك من الزوجات من تستخدم مع زوجها اللوم، وربما في لحظة انفعال تنشر بين يديه (ملفات) قضايا سابقة، وربما صفعته بكلمة (عجزت عنك) !.. وكأنها تفترض أن يلغي عقله، وأن يسارع بالاستجابة لها، أو إنها ستستخدم ضده أسلوباً (آخر) مخيفاً!!.. وهو ما يستفز الزوج، ولأن نفسيته منبنية على الصراع والمنافسة، فقد يقوم بـ (رد) على الزوجة قد لا يكون متوقعاً عندها، خاصة مع تكرار تلك المواقف.
وقد أشار المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى أن (من البيان لسحراً) ، فإجادة استخدام كلمات اللغة، والتأكيد على الكلمات الجميلة، والتلبّس بالرفق، والتذرع بالصبر، له أثر غير محدود في التأثير.. والعامة تقول: (اللسان اللّين يغلب الحق البيّن) .