[مشكلة نفسية.. أم عقلية..؟!!]
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ ٤/٧/١٤٢٢هـ
السؤال
أعاني من مشكلة نفسية وقد أثرت علي في دراستي الجامعية وقد ذهبت إلى أكثر من طبيب نفسي ولم تتحسن حالتي والآن أصبحت أشك في عقلي وأخاف على نفسي الجنون مما سبب لي العزلة عن الناس فبماذا ترشدونني وجزاكم الله خيراً..
الجواب
بالنسبة لمشكلتك النفسية التي تذكر.. وتعتقد أنها عقلية أيضاً.. فإنك في الحقيقة لم تذكر أي شيء عن أعراض هذه المشكلة.. لكي نحدد نوعها..بل ذكرتها بشكل عام.. وإيجاز مُخل..!! ولذلك فإننا والحال كذلك نحتاج إلى مزيد من التفصيل؟. ولكن الذي لفت نظري في رسالتك أنك تذكر فيها ذهابك إلى أكثر من طبيب نفسي.. ولم تتحسن حالتك..!!؟
وفي هذه الحالة أكاد أجزم.. أنك أنت سبب مشكلتك..!! نعم أنت..!!؟ وأعتقد كذلك أنك لم تلتزم مع أي من الأطباء النفسيين الذين ذهبت إليهم..!! بل وربما لم تواصل معهم الجلسات النفسية.. وربما أنك لم تقتنع أصلاً بهم أو بما يقولونه..!!
يا عزيزي.. تأكد أن الطبيب النفسي لا يملك علاجاً خاصاً وفورياً.. يعطيه المريض.. فيشفى من ساعته ويتعافى في لحظته..!! أبداً.. بل أن علاقة الطبيب النفسي بالمراجع.. ولا أقول المريض.. فبعض المراجعين ليسوا مرضى حقيقة.. بل هم أناس يتوهمون المرض..!!! أقول:- أنها علاقة مبنية على الصدق والالتزام.. وأن الطرف الأساسي فيها هو المراجع فهو المطالب بالتنفيذ والاستمرار مع البرنامج العلاجي الذي يضعه الطبيب..!!
أعود مرة أخرى.. لأوكد على أنك - قد - تتحمل الجزء الأكبر من مشكلتك.. أياً كانت.. ومن أي كان..!! لماذا..؟!!
لأنك يا عزيزي انهزمت أمامها.. وأظهرت نفسك ضعيفاً.. مهزوزاً على الرغم من أنك تبدوا ناضجاً من أسلوبك.. وقوياً في عرضك لواقعك.. وعلى أية حال.. أقترح عليك أخي الكريم مجموعة من الاقتراحات.. علها تجلب لك الطمأنينة.. والراحة النفسية المطلوبة.. وتخرجك بإذن الله من هذه الدائرة المغلقة التي تعيش فيها..
أولاً - كن صادقاً مع نفسك.. هل التجأت إلى الله بدعاء صادق.. وقلب خاشع.. وإلحاح في الدعاء لكي يعينك الله على ما أنت فيه.. وتحريت في ذلك مواطن الإجابة.. كالسجود وأدبار الصلوات.. والثلث الأخير من الليل حين ينزل ربنا تعالى إلى السماء الدنيا وينادي ((هل من داعٍ فأستجيب له.. هل من مستغفر فأغفر له)) !!؟!
ثانياً - هل أنت ممن يحافظ على الصلوات في وقتها والرواتب وأذكار الصباح والمساء.. ويقرأ شيئاً ولو يسيراً من القرآن الكريم في يومه وليلته..؟!
صدقني ستجد في ذلك الصفاء.. والطهر.. وراحة البال والطمأنينة.. والثقة بالله.. التي تنعكس عليك بدورها ثقة بنفسك.. ويقيناً أن هذه الدنيا متاع الغرور.. وأنها دار ممر وليست دار مقر.. وأن المؤمن فيها مبتلى.. وأنها لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء.. وأننا فيها مسيرون لا مخيرون.. وأنها مزرعة للآخرة؟!