سؤالي هو حول درجات الصحابة - رضي الله عنهم - ومنزلتهم، فكيف نفرق بين سيدنا علي ومعاوية - رضي الله عنهما - في الدرجة والفضل والعلم والأثر والاتباع؟ وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الذي عليه إجماع المسلمين أن الصحابة - رضي الله عنهم - هم أفضل الأمة بعد نبيها، فهم أعظم الناس علماً، وأبرهم قلوباً، وأعمقهم إيماناً، وأن درجتهم في الفضل كدرجتهم في الصحبة، فأفضلهم السابقون، والبدريون، وأهل الشجرة، والمبشرون العشرة، وأفضل العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة- رضي الله عنهم- وأفضل الأربعة الشيخان أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- وأفضل الشيخين أبو بكر -رضي الله عنه- وقد دلت على هذا التفضيل نصوص كثيرة، أكتفي منها بقوله تعالى:"لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى"[الحديد: من الآية١٠] ، ومع معرفة درجاتهم في الفضل والصحبة فذلك لا يعني الإزراء بالمفضول وغمطه حقه، فضلاً عن سبه وشتمه، والصحابة - رضي الله عنهم- كلهم خيار عدول، نحبهم ونتولاهم ونعرف لهم فضلهم وسابقتهم، ونمسك عما شجر بينهم، وهم فيه ما بين مجتهدٍ مصيب فله أجران، ومجتهدٍ مخطئ معذور له أجر واحد.