[إنشاء مواقع للدعوة وكسب المال]
المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /وسائل الإعلام
التاريخ ٨/١/١٤٢٥هـ
السؤال
ما رأيكم في فتح بعض القنوات والثغرات الدعوية المعاصرة لدعوة الناس إلى الخير كالمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت التي تدعو إلى الدين والتمسك به، ويكون قصد القائمين على هذه المواقع أمرين: أولاً: الدعوة إلى الله، وثانيا: ً التكسب من موارد هذه المواقع عن طريق الإعلانات المبوبة على الموقع، أو تبرعات المحسنين الداعمين لهذه المواقع، علماً أن هذه الأعمال تأخذ جهداً كبيراً ووقتاً ثميناً ومتابعة مستمرة وتفرغاً، في الوقت الذي أخذ أهل الباطل ينشرون فسادهم وخرابهم ونتن أفكارهم وسلوكهم عبر هذه المنافذ الإعلامية الحديثة. أفتونا:
أ- ما حكم العمل والحالة هذه؟.
ب- ما حكم أخذ المال الوارد كأجرة عمل في الموقع؟.
ج- هل يكون هذا العمل مثاباً عليه صاحبه عند الله في الآخرة؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: لتوضيح ما أشكل على السائل من عدة وجوه.
الأول: فتح القنوات الدعوية سواء في المواقع الإلكترونية أو أي وسيلة إعلامية أخرى هو أمر خير وفي سبيل الله -تعالى-، وعلى القائمين على تلك الوسائل الاجتهاد في دعوة الناس إلى الخير، واستخدام الوسائل المؤثرة وتقوى الله.
فإن هذه الوسائل مؤثرة ومتاحة لعموم الناس، فينبغي الاجتهاد في بذل الهدى وتحري الحق وهم على ثغرة عظيمة.
الثاني: هذه المواقع الدعوية المؤثرة هي من وسائل نشر الهدى والدعوة، فلا بأس أن تكون وقفاً لله -تعالى-، ومن ثم أخذ تبرعات المحسنين للإنفاق عليها بشرط تقوى الله في أموال المحسنين، وعدم الإسراف فيها وإنفاقها لغير ما بذلت له، ولا بأس بصرف مكافآت للعاملين على الموقع ومنهم القائمون عليه، على أن يكون بمكافأة المثل، وإن تعففوا عنه فهو خير لهم.
وما يأتي عن طريق الإعلان فيجب أن يأخذ حكم موارد الموقع، حيث إذا قبلت التبرعات في الموقع فإنه يعتبر موقعاً دعوياً ليس ملكاً لصاحبه، وإنما هم قائمون عليه مأجورين على ذلك، وهو في سبيل الله ولا بأس بأخذ المكافآت المعتادة.
أما إذا اقتصروا على الدخل الذاتي للموقع، ولم يأخذوا تبرعات من أحد، فالأمر واسع لمن قام عليه، حيث لا حرج عليه في أخذ ما شاء منه، وهو أيضاً مثاب إذا أراد منه نشر الحق والهدى.
نسأل الله للمسلمين أن يكونوا هداة مهتدين نافعين مؤثرين. والله الموفق إلى سواء السبيل.