للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل هذا من المجاهرة بالمعصية؟!]

المجيب أمين بن يحيى الوزان

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/مسائل متفرقة

التاريخ ٠٩/٠٩/١٤٢٦هـ

السؤال

وقعت في ذنب لا يعلمه أحد من الناس غير مَنْ فعلت معه ذلك الذنب، وقد تبت إلى الله؛ ولكنني أشعر أحياناً بالضعف والرغبة في العودة إلى تلك المعصية، فحدثت إحدى صديقاتي عمّا وقعت فيه من معصية؛ لتعينني على التخلص منها، وتعينني على الطاعات، فهل بتحدثي إليها عن ذلك الذنب قد هتكت ما ستر الله علي؟ أفيدونى أفادكم الله.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فيظهر من سؤالك أنك تعلمين عظم المجاهرة بالمعصية، وهو ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين".أخرجه البخاري (٦٠٦٩) ، ومسلم (٢٩٩٠) ، حيث إنَّ الله ستر عليك ذنبك، ثم ذهبت وأخبرت به صديقتك، ولكن الإنسان قد يضعف في بعض الأحيان عن مقاومة نفسه ودواعي الشر التي قد تعيده إلى الذنب، فيحتاج إلى من يأخذ بيده ويقف بجانبه، حتى يحميه الله من الوقوع في الذنب مرة أخرى، ولا شك أن المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، وأن الذئب يأكل من الغنم القاصية.

وبما أنك قد شرحت لزميلتك فلا حرج عليك الآن، ولو استطعت التورية في الحديث في مرّات قادمة فإن ذلك أحسن، كأن تقولي: هناك امرأة مسكينة وقعت في ذنب كبير، أو تقولي: أعرف امرأة فعلت كذا وكذا ... وينبغي عليك في الاستشارة أن تستعيني بمن تثقين في دينها وعقلها؛ حتى تكون عوناً لك على الطاعة والإقلاع عن المعاصي، والله أعلم بالنيات، ولكل امرئ ما نوى.. أسأل الله لك الخير والسداد، والحمد لله ربِّ العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>