للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل اليقين يزيد وينقص]

المجيب د. محمد بن عبد الله الخضيري

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

العقائد والمذاهب الفكرية/مسائل متفرقة

التاريخ ٢١/١٠/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم.

فهمت أن الإيمان يزيد وينقص؛ لأنه مشتمل على العمل، لكن هل اليقين أيضاً يزيد وينقص؟ كيف يمكن لشخص أن يؤمن بالله بدرجة أقل؟ فهو إما مؤمن به أو غير مؤمن، هل يمكن لشخص أن يؤمن بمقدار ٩٩% أو ١٠١%؟ أرى أنه ليس هناك حلول وسط في مسألة الإيمان إذا تعلق الأمر باليقين.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:

اليقين درجات بعضها أعلى من بعض وهي متعلقة بالبصيرة التي هي رؤية القلب، فهناك علم اليقين: وهو المستفاد من التصديق للخبر الذي لا يتطرق إليه شك، إما لصدق المخبر أو لوجود قرائن كتواتر الخبر أو لجميع ذلك.

الثاني: عين اليقين وهو المستفاد والمحصل عن طريق الرؤية مع الخبر.

الثالث: حق اليقين وهو أعلاها ومستفاد من التصديق والرؤية والمباشرة ويمثل العلماء لذلك بمثال: لو أن أحداً أخبرك بنهر جار في مكان معين، فإن قامت قرائن على تصديقه فذلك العلم المستفاد، علم اليقين، فإذا ذهبت ورأيت النهر بعينك فذلك عين اليقين، فإن باشرته وخضت فيه فذلك حق اليقين، والواجب في الإيمان هو علم اليقين، وقد يزداد إيمان المسلم حتى كأنه يرى الله ويرى الجنة والنار كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- في حديث جبريل الصحيح: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" البخاري (٥٠) ومسلم (٨) ، والإحسان درجة كمال الإخلاص ودوام المراقبة، وإبراهيم عليه السلام خليل الرحمن وإمام الحنفاء طلب من ربه أن يوصله درجة عين اليقين وهي الرؤية، لا شكاً حاشاه عليه السلام- وإنما ليزداد إيمانه طمأنينة وكمالاً "قال رب أرني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي" [البقرة: ٢٦٠] والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>