أحد المنكرين لرجوع عيسى (عليه السلام) في آخر الزمان أرسل إليّ رسالة طويلة فيها شبهات تقلقني ولا أستطيع الرد عليها. أرجو من فضيلتكم أن تجيبوا عن هذه الشبهات. ومنها: فهم المسلمون من كلمة رفع معناها الحرفي في الحديث بخصوص النزول الثاني المسيح (عليه السلام) وتشكيل معتقدات لا أساس لها عن هبوطه في دمشق وتجهيز الجيش لحرب الدجال و ٧٠ ألفًا من القوات اليهودية وفرار هذه القوات من المسيح ثم تعقب المسيح للدجال وقتله له في معركة اللد. ثم ذبح كل يهودي على وجه الأرض (برغم "لا إكراه في الدين" وتحريم قتل المدنيين) فكيف ينسب المسلمون القتل العلني لرجل راشد صالح؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..
أما عن رفع المسيح عليه السلام ومن ثم نزوله في آخر الزمان فالأصل في ذلك ما جاء في ظاهر الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم- انظر صحيح البخاري (٢٢٢٢) ومسلم (١٥٥) - وتصديق ذلك فرع عن صدق المُخبِرِ به وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي ثبتت نبوته بنفس الأدلة التي ثبتت بها نبوة الأنبياء قبله، كما قال تعالى:(قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ)[الأحقاف: ٩] .
والمعتقدات وما يحصل يوم نزول المسيح مما يؤمن به المسلمون ليس أغرب مما يؤمن به النصارى في نهاية العالم مما هو مدون في سفر رؤيا يوحنا، بل غالب سفر رؤيا يوحنا في ذكر مثل هذه الحكايات، فإذا كان ذلك معقولًا؛ فما يعتقده المسلمون في أخبار المسيح بعد نزوله من باب أولى.