عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
كتاب الصلاة/ صلاة التطوع/الوتر والقنوت
التاريخ ٢٧/٠٤/١٤٢٦هـ
السؤال
السلام عليكم وحمة الله وبركاته.
إمام مسجد يتعرض للأذى (إن ترك الدعاء بعد الصلاة والقنوت في صلاة الفجر على الدوام) من المجتمع بالسب، ومن الجهات المختصة بالمساجد للمساءلة، وهو في حيرة من أمره بعد أن علم أن الدعاء بعد الصلاة بدعة، فإن ترك الإمامة تقدم لها من ليس أهلاً لها، فبماذا تنصحونه مأجورين؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الدعاء بعد الصلاة جماعة بدعة، حيث لم يرد عن رسول الله، ولا أحد من صحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أخرجه البخاري (٢٦٩٧) ، ومسلم (١٧١٨) .
وملازمة القنوت في صلاة الفجر لا ينبغي، وإنما يقنت حينا ويترك أحياناً، وهذا قول بعض الفقهاء.
وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقنت في صلاة الفجر وسائر الأوقات شهراً يدعو على أقوام بأعيانهم، ثم ترك. انظر صحيح البخاري (٤٠٩٠) ، ومسلم (٦٧٧) .
والأولى لك عدم المداومة على القنوت، ولو تركته بالكلية جاز لك. وأما ما تعيش فيه من المضايقات بين أفراد المجتمع والجهات المختصة بالمساجد، فأمر يخصك، وأنت الذي تقدر الحال. أما كونك إذا تركت الإمامة سيأتيها من ليس لها أهل، فلا يجوز لك حينئذ تركها؛ لأنك معين على الباطل. وفقنا الله وإياك إلى كل خير.
واحذروا من الفرقة فهي أحد مداخل الشيطان لإضعاف العبادة وخلخلة بناء المجتمع. وفقكم الله لهداه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.