سمعت أن هناك سبع طبقات في النار ستة منها لغير المسلمين، والطبقة العليا منها للمسلمين.
وبعد أن يعذب المسلمون في النار يذهبون إلى الجنة بينما يبقى غير المسلمين في الطبقات الستة في النار إلى الأبد، ما مدى صحة ما ذكرت؟ وقد قرأت حديثاً أن والد علي بن أبي طالب سيدخل الجنة بعد أن يلاقي أقل العذاب في النار لأنه مات على غير الإسلام.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فبخصوص السؤال عن طبقات النار، فقد قال الله -تعالى-:"إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار"[النساء:١٤٥] فالنار دركات أي طبقات ومنازل، وإنما قيل "دركات" ولم يقل "درجات" لاستعمال العرب لكل ما تسافل "درك" ولما تعالى "درج" فيقال للجنة درجات، وللنار -أعاذنا الله منها- دركات، والمنافقون في الدرك الأسفل منها لغلظ كفرهم وكثرة غوائلهم وتمكنهم من أذى المؤمنين.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن أعلى دركات النار مختصة بالعصاة من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهي التي تخلو من أهلها فتصفق الرياح أبوابها، والله أعلم بصحة ذلك إلا أن من المقطوع به أنه لا يبقى أحد من أهل التوحيد فيها وإنما يخرجون إما بالشفاعة أو برحمة أرحم الراحمين ولا يبقى فيها خالداً مخلداً إلا الكفار.
أما الموحدون فيخرجون من النار ثم يلقون في نهر الحياة من الجنة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل كما ثبت بذلك الخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعرفون في الجنة بالجهنميين انظر ما رواه البخاري (٨٠٦) ومسلم (١٨٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.