[حب الانعزال عن الآخرين]
المجيب د. سيد زكي خريبة
استشاري صحة نفسية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ ٢٢-٩-١٤٢٣
السؤال
السلام عليكم وحرمة الله وبركاته وبعد
أنا شاب ولله الحمد والمنة على دين وخلق وراتبي جيد ولله الحمد ولا ينقصني شيء إلا الزواج حيث عمري كبير ولم أتزوج وتأخرت فيه لأنني بعض الأيام يأتيني تفكير في أمور زواجي وأقول إنه ارتباط ومسؤولية كبيرة وأنا لا أحب المسؤولية، حتى في العمل أتهرب منها، وتأتيني بعض الوساوس وضيقة الصدر مما جعلني أحرص كل أسبوع في نهايته أسافر إلى خارج المدينة التي أسكن فيه ولا أجلس مع الأهل. وأنا أحب السفر وحدي بعيداً عن المشاكل من الإخوة. أريد الإجابة على هذا الموضوع.
وفقكم الله
الجواب
الأخ الكريم ...
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"
أنت بحاجة إلى التفكير بوضوح في مشاعرك، وأول خطوة في التغلب على هذه المشكلة أن تدخل عنصراً من التفكير العقلاني والمنطق إلى استجابتك حين ما تأتي فكرة الزواج.
إنك بحاجة إلى أن تأخذ خطوة سيكولوجية إلى الخلق وأن تتأمل نفسك ومن أين جئت للحياة وللوجود؟ وكذلك كل الناس؟
فأنت وكل الناس أتيتم نتيجة ارتباط شرعي بين الأب والأم هدفه في المقام الأول الحفاظ على النوع، إشباع الرغبات بطرق مشروعة، والرغبة في تكوين أسرة وإنجاب أطفال والسعي على تنشئتهم تنشئة طيبة حتى تحقق ذاتك من خلال إنجازاتك في الوجود.
الأخ العزيز أما ما ذكرت بشأن عدم حبك للمسؤولية فلتعلم أنه في بعض الحالات يكون انعدام المسؤولية هو تردد والشخص المتردد قد لا يكون راغبا في تقبل المسؤوليات التي هي جزء لا يتجزأ من كل أمور حياته (الهروب من العمل) وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية.
الأخ العزيز إن من أسباب عدم الرغبة في تحمل المسؤولية الخوف من الفشل وعدم الثقة الكافية بالنفس، والاعتقاد الخاطئ بأن القرارات نهائية ولا رجعة فيها وهو ما بدا واضحاً في قولك أنه يأتيك بعض الوساوس وضيق الصدر حينما يأتيك التفكير بشأن الزواج وتحمل المسؤولية، وهذا أكبر دليل على خوفك، ولنا أن نقرر أن الخوف من المسؤولية هو أحد أسباب ترددك وهذا بالطبع صحيح. لأنك إذا نجحت فإن النجاح سيجلب معه مجموعة كبيرة من المسؤوليات والفرص والمخاطر الجديدة.
الأخ العزيز أرجو أن تسأل نفسك هل لك شخصية قهرية:؟
هل تميل إلى التنظيم في حياتك تنظيماً زائداً؟
كن على وعي بأن جذور ترددك من الخوف من المسؤولية الخاصة بالزواج تقع في ذلك السلوك (عدم تحمل المسؤولية والخوف منها) وهذا على المدى الطويل يكون غير فعاّل ويؤدي إلى الإضرار بالذات (ذاتك) .
- تحمل مسؤولياتك كرجل تبلغ كما قلت من العمر ٣٤ عاماً لأنك في النهاية سترتبط بها على أية حال. إذن لماذا تهرب منها أو تدور في دائرة مغلقة؟ أو تهرب من العمل خشية المسؤولية فهذا كله خوف من الفشل.
-إن أمرك يتطلب شجاعة في تقبل بعض الأثقال التي تضعها الحياة على الأكتاف وعلى أي حال طالما تجمعت لديك الشجاعة على تحمل المسؤولية وتتصرف بلا تردد ستشعر أنك أفضل. ولا تنس الحديث الشريف ("يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر ") فالزواج وقاية عن الانحراف وحصن من الحصون القوية التي تمنع الإصابة بأمراض عديدة.
والله الموفق