التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ ٠٥/٠٤/١٤٢٥هـ
السؤال
السلام عليكم.
كنت قد تكلمت مع بعض المخالفين لعقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة الاستواء، فقال لي كلاماً ونسبه لعلي -رضي الله تعالى عنه-، وهو أن الله كان؛ ولا مكان؛ وهو على ما كان عليه كان، فهل نسبة هذا الكلام لعلي - رضي الله عنه- صحيحة، وما معنى هذا الكلام.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه. أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فهذا الكلام لا تصح نسبته إلى علي -رضي الله عنه- ولا غيره من الصحابة -رضوان الله عليهم- وإنما تكلم بهذا بعض المتأخرين من المتكلمين، فقالوا:(كان الله ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان) ، ومرادهم بذلك نفي حقيقة الاستواء على العرش ونفي علو الله بذاته، ونفي نزوله إلى السماء الدنيا على ما يليق بجلاله، وهذا من تقولهم على الله بلا علم ومن السجع المتكلف الذي أرادوا به معارضة النصوص ونفي دلالتها على إثبات بعض صفات الله، والثابت هو قوله صلى الله عليه وسلم من حديث عمران بن حصين مرفوعاً بلفظ "كان الله ولم يكن شيء قبله"، وفي لفظ "ولم يكن شيء معه، وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض" رواه البخاري (٣١٩٢) ، فحرف الملاحدة الاتحادية المدّعون للتحقيق والعرفان لفظ الحديث فأوردوه بلفظ:"كان الله ولم يكن شيء معه وهو الآن على ما عليه كان"، وهذه الزيادة كذب مفترى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد اتفق أهل العلم بالحديث على أن هذه الزيادة موضوعة مختلقة، ولمزيد البيان حول هذه المقولة انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٢/٢٧٢-٢٧٨) . والله الموفق.