للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عملية تجميل الأنف]

المجيب د. عبد الرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

التصنيف الفهرسة/ العادات/الزينة

التاريخ ٢٣/٢/١٤٢٣

السؤال

ما حكم إجراء عميلة تجميلية للأنف وتصغيره؟ حيث أعاني من كبر حجم أنفي، وأنا لا أقصد بذلك سوى التجمل لزوجي.

الجواب

هذا النوع من الجراحة الذي يراد إجراؤه لا يصح شرعاً، وذلك لما يلي:

١-لقوله -تعالى-: "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" [النساء:١١٩]

ووجه الدلالة من هذه الآية: أنها وردت في سياق الذم، ووردت ضمن بيان المحرمات التي سوّل الشيطان فعلها لعصاة بني آدم، ومن ذلك تغيير خلق الله، فهذه المرأة التي خلقها الله على هذه الصورة وتريد تغييرها إلى صورة أخرى أحسن منها داخلة في معنى تغيير خلق الله، على حسب الأهواء والرغبات، فتكون بذلك داخلة في المعنى المذموم شرعاً.

٢-ما رواه البخاري (٤٨٨٦) ومسلم (٢١٢٥) من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلِّجات للحسن المغيرات خلق الله".

٣-ووجه الدلالة أن اللعن لا يكون إلا لمن ارتكب محرماً، وقد علل التحريم في الحديث بأنه لتغيير الخلقة وطلب الحسن، ومسألتنا فيها هذا المعنى، فإن فيها تغييراً للخلقة بقصد الزيادة في الحسن فيكون محرماً.

٤-وقياساً على تحريم الوشم والنمص بجامع تغيير الخلقة في كلٍ، وذلك لطلب الحسن والجمال.

٥-ولوجود بعض المحاذير الشرعية كالتخدير العام أو الموضعي، والأصل في التخدير التحريم إلا إذا أذن به الشرع، وكذلك قيام الرجال بجراحة النساء أو العكس، وكذا اللمس المحظور، وهذا لا يحل إلا فيما أذن فيه الشارع الحكيم، وليست مسألتنا من هذا المأذون فيه.

٦-أن هذه الجراحة للأنف لا تخلو من المضاعفات التي تنشأ عنها، وحتى في حالة القيام بها ونجاحها فإن ذلك يستلزم تغطية الموضع الذي تمت فيه الجراحة بجبيرة، أو غطاء، أو لفافة طبية قد تستمر أياماً ولا يغسل ما تحتها عند الوضوء والغسل الواجبين، وهذا غير مأذون شرعاً.

والخلاصة: أنه يحرم على الطبيب والطالب لهذه الجراحة الإقدام عليها.

وما تتعلل به هذه الأخت من كبر الأنف أو قبحه غير مبيحٍ لهذا الفعل، وغير كافٍ في الترخيص فيه، وليس الحل التام هو في الجراحة التجميلية كما يصرح به الأطباء أنفسهم، بل القضية نفسية، يكون حلّها بالرضا بما قسمه الله من الصورة والجمال، وترك الوساوس والأوهام، مع التأكيد على أن قيمة الإنسان ليست في صورته وشكله الظاهري، بل هي فيما تحمله نفسه من التزام لشرع الله وتحلٍ بالآداب والأخلاق الكريمة، والله أعلم.

وأدل السائلة وبقية القراء على بعض المراجع في الجراحات التجميلية عموماً، ومنها:

-أحكام الجراحة، للدكتور/ محمد المختار الشنقيطي، مكتبة الصديق-الطائف-.

-أحكام جراحة التجميل للدكتور/ محمد عثمان شبير، مكتبة الفلاح-الكويت-.

-المسائل الطبية المستجدة في ضوء الشريعة الإسلامية، للدكتور/ محمد عبد الجواد النتشة، من إصدارات مجلة الحكمة-بريطانيا-.

<<  <  ج: ص:  >  >>