عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ٢٧/٣/١٤٢٤هـ
السؤال
أريد أن أستفسر عن شرك الخوف، فأنا أعاني منه، وأريد أن تدلوني للطريقة الناجحة للتخلص منه، فأنا أخاف من البشر ذكوراً وإناثاً، وأخاف أن أنصحهم، وأخاف كذلك أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، فدلوني إلى الطريق المستقيم، بارك الله فيكم.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
قسَّم العلماء - رحمهم الله تعالى - الخوف إلى قسمين:
الأول: خوف العبادة والتذلل والتعظيم والخضوع؛ وهو ما يسمى بخوف السر، وهذا لا يصلح إلا لله -سبحانه وتعالى-، ومثاله الخوف من الأصنام، والخوف من الأموات، ومن الأولياء وغيرهم، كما يفعل بعض عباد القبور، الذين يخافون من أصحاب القبور أكثر مما يخافون الله.
الثاني: الخوف الطبيعي وشاهده قوله -تعالى- عن موسى - عليه السلام-: "فخرج منها خائفاً يترقب"[القصص: ٢١] ، وهذا الخوف إن حمل صاحبه على ترك واجب أو فعل محرم فهو محرم، وإن استلزم شيئاً مباحاً فهو مباح.
وأفضل طريقة للتخلص من شرك الخوف اللجوء إلى الله - تعالى-، والاعتصام به، والتوكل عليه، ومعرفته بأسمائه وصفاته - سبحانه وتعالى-، فمن خاف الله خافه كل شيء، ومن اتقى الله اتقاه كل شيء، ومن خاف من غير الله خاف من كل شيء، واعلم - رحمك الله - أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله لا تدني من الأجل، كما أن تركها لا يبعد من الأجل ... ، فكم من داعية صدع بالحق ومات على فراشه، وكم من جبان قتل، فالآجال محدودة، والأنفاس معدودة، "وما تدري نفسٌُ ماذا تكسب غداً وما تدري نفسٌُ بأي أرض تموت"[لقمان: ٣٤] ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.