[التزم ويريد العودة للمعاصي!]
المجيب د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية
التاريخ ٠٧/١٠/١٤٢٦هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب التزمت على يد بعض الإخوان قبل حوالي سنتين ونصف، مشكلتي أنني أفكر الآن جدياً في العودة إلى حالي السابق، وذلك لعدة أسباب:
(١) شوقي الكبير للعودة إلى ما كنت عليه.
(٢) استيائي الكبير من وضع الشباب الملتزم الذي يقوم على التفرقة بينهم بالمسميات وادعاء كل فرقة أنها الأفضل وأنها على الحق، ونعتها للفرق الأخرى بأنها بعيدة عن الصواب.
(٣) قبل التزامي كان لي قصة حب مع فتاة، وأنا أشتاق لهذه الفتاة بشكل كبير، فأنا أفكر فيها ليل نهار وأحلم بها أثناء نومي.
(٤) تعلقي الشديد قبل الالتزام بالأغاني، حيث كنت مولعاً بالطرب.
أنا الآن مظهري مظهر الشباب الملتزم الملتحي قصير الثوب، ولكني أتمنى لو أنني لم أعف لحيتي؛ كي يسهل علي أمر العودة إلى ما كنت عليه.
حالي الآن:
(١) متهاون بالصلاة بشكل كبير، وإذا فاتني فرض لا أقضيه، وأتعمد ترك الصلاة غالباً.
(٢) أستمع للأغاني كلما وجدت فرصة لذلك.
(٣) أختلس النظرات لكل ما تقع عليه عيني من صور نساء وما شابه.
في الختام ... أحتاج إلى توجيه من قلب صادق. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إلى الأخ الفاضل: ثبته الله وألهمه رشده ووقاه شر نفسه والشيطان-.
جميل إحساسك بخطر ما أنت مقدم عليه، وهذا دليل إحساسك بأنك على وشك فقدان شيء عزيز ومهم وضروري، وهو الثبات على الإيمان.
إن مما يعينك أخي على الاستمرار في طريق الهداية والعلاج والاستقامة أن تتذكر أن الموت قريب، وقد يفاجئك في أي وقت، فها هو يتخطف شباباً من حولك بحوادث السيارات وغيرها، بعضهم مات على نغمات الأغاني الفاجرة يرددها بدلاً من قول: (لا إله إلا الله) ، وآخر بعد أن ترك طريق الصلاح مات مدمناً للمخدرات، وثالث أكرمك الله مات وهو يهم بالزنا من إحدى الفاجرات، فهل تأمن أن تكون موتتك مثلهم إن أنت انقلبت على عقبيك وهجرت الطاعة إلى المعصية، أعيذك بالله من ذلك.
تذكر أخي أن الجنة حفَّت بالمكاره أي بما يشق على النفوس وتكرهه، ولا يصل إلى الجنة إلا من صبر على تلك المكاره، أما النار فطريقها محفوف بالشهوات، ولذا فكر جيداً أي الطريقين تحب أن تسلك؟!.
وفكر جيداً بما تحب أن تلقى الله به، وبما يختم لك به، هل تحب أن تموت صالحاً مستغفراً من ذنبك؟ أم مضيعاً للصلوات متبعاً للشهوات؟.
قال تعالى:"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً"
[مريم:٥٩-٦٠] ، لا شك أن ما تعانيه من رغبة في العودة إلى المعصية داء قلبي ولكل داء دواء، كما قال ذلك الصادق المصدوق نبينا محمد عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام، ومن الأدوية التي أقترحها عليك: