أحس بأن لي انفصاماً في الشخصية، فتارة أكون على رأي، ومرة على غيره، أقول سأذهب إلى المكتبة، فلا أذهب، وغير ذلك، أحياناً أقول إني قوي الشخصية، ومرة أخرى أقول أحتاج لتقويتها، وأريد أن أكون قوي الشخصية وأول الدفعة، هناك أسباب أخرى لعدم ثباتي النفسي واستقراري أن لي أختاً تحب دائماً الشجار معي، وأظن لأني متفوق عليها، وهي لا تحترمني، أعتقد أنه بسبب شيء في الماضي، فعندما كنا صغاراً كاد أن يحدث بيننا, أمر يغضب الله، ولكن لم يحدث شيء، فكيف لي أن أجعلها تحترمني كما كانت؟ وكيف أستعيد ثقتي بنفسي لأني أدرس في أفضل جامعات بلادي، وأريد أن أكون أول الدفعة. فبماذا ترشدوني؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم: أنت طرحت عدة مواضيع، كل واحد منها يحتاج لتفاصيل أكثر من قبلك، لكن بالنسبة لموضوع الثقة بالنفس فالحمد لله مستواك وطموحك يبشر بخير، لكن قد تحتاج لترتيب الأولويات، وتنظيم وقتك، وأن تكون جاداً مع نفسك، وتجعل لك رؤية واضحة كل يوم، بمعنى ضع جدولاً يومياً لأنشطتك، وفي نهاية اليوم راجعه وحدد النقاط السلبية التي لم تساعدك في تحقيق هدفك، وحاول تلافيها، لا تجعل اليأس يدخل إلى حياتك، وحصولك على قوة الشخصية يحتاج إلى مثابرة وعدم تردد في تطبيق الأهداف والأولويات، وجود الهمة العالية مهم لمن هم في مستواك، فهذا دافع قوي للوصول للقمة، لكن يجب أن يرتبط بوضوح الهدف.
بالنسبة لموضوع أختك - أخي الكريم- نحن لا نستطيع أن نعيد الماضي، ولكن نستطيع الاستفادة من تجاربنا لتصحيح مستقبلنا، حاول ألا تجعل لمثل هذه القضايا العائلية تأثير على مستواك ودراستك، حاول كسب أختك بالمودة والرحمة، وعدم الصدام، أوافقك الرأي أنه قد يكون لما حدث في الماضي تأثير على نظرة أختك لك، لكن هذا لا يجعلنا مكتوفي الأيدي ونلوم الماضي؛ لأن هذه حقبة من الزمن وانتهت، ولسنا مطالبين بدفع فواتير الماضي، لكن تقبل هذا الأمر ومحاولة فهم طبيعة أفكار أختك يخفف من حدة موضوع عدم احترامها لك، أقول وأكرر أنت قدوة لأختك، ولا تستطيع كسبها إلا بالاحترام والتقدير، ومراعاة نفسيتها، أتمنى لك حياة سعيدة وناجحة، واعلم أن الوصول للمجد صعب، ولكن ليس بمستحيل، اجعل ذكر الله والطاعات والدعاء زاداً لك في هذا الطريق.