للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتخاذ القبر مسجداً

المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

عضو البحث العلمي بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٦/٠٥/١٤٢٥هـ

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ما معنى: اتخاذ القبر مسجدا؟ هل هو أن يصلي الناس إليه أو أن يعبدوا القبر أو هو مطلق الصلاة في المكان الذي فيه قبر؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

- معنى اتخاذ القبر مسجداً: الصلاة عنده، وإن لم يبن عليه مسجداً، فكل موضع قصد للصلاة فهو مسجد؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" رواه البخاري (٣٣٥) .

- فإن بنى على القبر مسجداً، فالأمر أعظم؛ لأنه يفضي إلى الشرك بعبادة غير الله، وتعظيم المقبور تعظيماً شركياً، ولهذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته من هذا الصنيع في سكرات الموت، كما روت عائشة - رضي الله عنها-، قالت: لما نُزل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها، فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً، متفق عليه عند البخاري (١٣٣٠) ، ومسلم (٥٢٩) ..

- أما الصلاة إليه، وعبادته، فهو الشرك بعينه، بخلاف اتخاذه مسجداً، فهو ذريعة إلى الشرك، لقصده الصلاة عنده.

- وكثير من الجهال يظن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دفن في مسجده، فصاروا يحاكون ذلك، ويدفنون معظميهم في مساجدهم، وإنما دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قُبض في بيته، في حجرة عائشة المحاطة بجدران تفصلها عن المسجد، لكن لما جرى ما جرى عبر القرون من توسعة مسجده صلى الله عليه وسلم، بدأ وكأن الحجرة النبوية كالمقامات والمزارات المعروفة، فالتبس الأمر على الجهال. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>