عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كتاب الصلاة/ كتاب الجنائز/التعزية
التاريخ ٢٣/٠٥/١٤٢٧هـ
السؤال
سمعت أنه لا عزاء على النساء، وكثير من معارفنا من النساء لا يأتين للعزاء، حتى ولو كان الميت من أقرب الأقارب لهن.. فأرجو بيان الدليل -إن وجد-، وإن كان هذا القول غير صحيح فأرجو تزويدي بالأدلة الشرعية كي أبين الحق لمن يقول بالقول المتقدم؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فعزاء المسلم للمسلم مشروع سواء أكان المعزي رجلاً أم امرأة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عزّى آل جعفر، وذهب إلى آل أبي سلمة، وعزى الرجل الذي كان له ابن يحبه حباً، عظيماً فتوفي فحزن عليه حزناً عظيماً، وغيرها من الأحاديث والآثار التي تدل على مشروعية التعزية في الجملة. انظر سنن أحمد (١٦٥٩) ، وصحيح البخاري (١٢٨٤) ، وصحيح مسلم (٩٢٠) ، وسنن النسائي (٢٠٨٨) .
وإنما الخلاف في حكم الاجتماع من أجل العزاء، فهل يجوز أن يجتمع المعزون عند أهل الميت، سواء أكان المعزون رجالاً أم نساء؟
بعض أهل العلم منع من الاجتماع عند أهل الميت وعده من النياحة، وقال بكراهة الجلوس للعزاء الشافعية، وعدوه من البدع، والحنابلة في المشهور عنهم، واستدلوا بأثر جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة. رواه أحمد (٦٩٠٥) ، وابن ماجه (١٦١٢) . والأثر صححه النووي والشوكاني والألباني رحمهم الله.
وبعض أهل العلم من الحنفية (وإن كان بعضهم يقول: إن الجلوس للرجال لا النساء) والمالكية، ورواية عن الإمام أحمد رخصوا في ذلك.
واستدل القائلون بالجواز بما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه قتل زيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة، جلس يعرف فيه الحزن ... صحيح البخاري (١٢٩٩) ، صحيح مسلم (٩٣٥) .