[لأجل ذلك ... تجنبتهم!!!]
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ استشارات نفسية وتربوية/أخرى
التاريخ ٢٢/١١/١٤٢٢
السؤال
أرجو منكم الجواب على هذا السؤال أنا بطبعي إنسانه لا أتكلم كثيراً وذلك الشيء جعلني أفضل البقاء في المنزل لكي أتفادى الإحراج من الناس وكثيراً من الأوقات أفكر بأن مشكلتي نفسية الرجاء مساعدتي لكي أعرف ما هي المشكلة وما هو الحل؟
الجواب
أختي الكريمة أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أولاً: لعلك تقصدين أنك إنسانة " إنطوائية " إلى حدٍ ما.. وتفضلين العزلة أحياناً عن الاختلاط.. وهذه ليست مشكلة بذاتها.. بل ربما كانت مطلباً في بعض الأحيان..!! ولذلك قالوا " الوحدة خير من جليس السوء " ولكن المشكلة هنا إذا أفضت هذه الوحدة أو الانعزال إلى نوع من الانطواء على النفس وتجنب الناس بشكل كامل.. مع ما يترتب على ذلك - أحياناً - من هواجس وأفكار قد تفضي بالإنسان إلى نوع من الاكتئاب والوحدة!!!
ثانياً: أما الهدوء والرغبة في التأمل والهرب من الضجيج وقيل وقال.. فهذه ليست مشكلة نفسية بل هي " فلسفة " في الحياة لدى البعض أو رغبة.. وكما أسلفت لا بأس بها إذا أفضت بالمرء إلى تطوير ذاته عن طريق القراءة أو الرسم أو الكتابة.. أو الاستفادة من وقته بقدر المستطاع.
ثالثاً: جميل لو استفاد المرء من هذه الأوقات بزيادة رصيده في الآخرة.. وهو الرصيد المضمون.. والاحتياط الاستراتيجي الذي سيحتاجه يوم لا ينفع مال ولا بنون.. وذلك عن طريق استغفاره وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل والصلاة على رسول الله وقراءة بعض الأذكار والأوراد.. وهو جهد لا يكلف شيئاً بل يستطيع المرء ممارسته على كل حال.. كما أنه استثمار مضمون الربح فالحسنة بعشر أمثالها إلى مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
رابعاً: لا بأس أحياناً من محاولة مشاركة بعض الأقارب أو الأصدقاء مناسباتهم وأفراحهم.. قدر المستطاع.. ولا يتطلب ذلك أن تكوني المتحدثة الرئيسية في المناسبة.. بل مجرد المشاركة والحضور والتفاعل الإيجابي بشكل أو بآخر هي إضافة هامة للإنسان وبناء لشخصيته.. وهي مطلب ضروري لخروج المرء من دائرته الخاصة إلى دوائر الآخرين للتأثير عليهم إيجاباً حتى ولو بشكل جزئي.
خامساً: لا تستثقلي صمتك أمام الآخرين.. ولا يدفعك ذلك لتجنبهم.. فعادة لا يلام "الصامت" بقدر ما يلام "الثرثار" وبعض الصمت حكمة.. ثم إن الإنصات الإيجابي للمتحدث عن طريق المشاركة البصرية وإظهار بعض علامات الموافقة اللفظية أو الحركية.. تعتبر نوع هام جداً من المشاركة.. وربما وجد المرء فرصة للتعليق أو الإضافة.. أو غير ذلك.. وهذا هو المطلوب..
وفقك الله وحماك وسدد على طريق الخير والحق خطاك،،