التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ ٠٣/٠٥/١٤٢٧هـ
السؤال
في بلدي كثر ممن ينكر أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم! هؤلاء الجهال ينكرون حديث "مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر". يقولون: الرسول أرسل رحمة، والقلم مرفوع عن الأطفال، فكيف يأمر بضربهم؟ سؤالي: أولاً ما صحة هذا الحديث؟ ثانياً: هل ضرب الرسول عليه الصلاة والسلام الأطفال في حياته الطاهرة؟ وإذا ضرب، لماذا وكيف؟ ثالثا: كيف نجيب هؤلاء؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالحديث المذكور هو من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا إسناد حسن عند أكثر أهل العلم على اختلاف بينهم في ذلك، لكن بشرط ثبوت الإسناد عن عمرو بن شعيب، وهنا قد رواه عنه راو فيه كلام وتابعه آخر ضعيف، وقد قواه بعض أهل العلم خصوصاً أن له ما يشهد له. ومع ذلك هو لا يخلو من ضعف [ (المسند)(٦٦٨٩) ] .
المهم في هذا أن من تكلم في هذا الحديث من جهة إسناده فله وجه، أما من رده لموجب رأي رآه هو دون أن يعتبر صحته وعدمها، فليس هذا بصحيح. فإن ضرب التأديب سواء للأطفال أو لغيرهم كالنساء، إنما يجوز بالقدر الذي يحصل به المقصود، ثم هو ضرب خفيف غير مبرح يراد به التأديب وليس التعذيب.
ولا أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أحداً لا طفلاً ولا امرأة فإنه كان رحيماً رفيقاً. ولكن هذا لا يمنع من الضرب عند الحاجة فعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كانت له درة يحملها، والله قد أذن بضرب المرأة إذا خيف نشوزها. ضرباً غير مبرِّح.
وهؤلاء المخالفون هنا يبين لهم، فإن كان خلافهم نشأ عن جهل فتوضح لهم السنة، وإن كان عن اتباع هوى، فيوعظون، ويذكرون، وتقام عليهم الحجة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.