لقد ظهرت في الآونة الأخيرة حركة يهودية تسمى حركة (ناطوري كارتا) ، وهي -كما تعلمون- تؤيد حق المسلمين في فلسطين، وتؤكد أنهم شعب مغضوب عليهم، وأن الله قد عاقبهم بتشتيتهم في الأرض، وذلك بسبب ذنوبهم، وهم يعدون اليهود الذين يقيمون دولة إسرائيل -كما يزعمون- أنهم صهاينة ولا يمتون لليهودية بصلة، أنا أعلم أن اليهود مهما حصل لا يمكن تصديقهم، ولكن بما أنهم يؤيدون حق المسلمين ولم يعادوهم، هل تكون معاملتنا لهم أفضل من معاملتنا لليهود الصهاينة المحتلين لفلسطين؟ وما موقف الإسلام من مثل هؤلاء اليهود المعترفين بذنوبهم وغضب الله عليهم؟ وأخيراً أجدد شكري وتقديري لكم، وأسأل الله العلي القدير أن يجمعنا وإياكم في جنات النعيم، وأن يسدد خطاكم فيما هو لصالح المسلمين اللهم آمين.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأقول، وبالله التوفيق:
لا شك أن اليهود فرق وطوائف، وأحزاب وجماعات، ومشارب تتفق وتختلف، وهذا هو شأن الباطل وأهله، وسواء كانت تلك الحركة المشار إليها في سؤالك صادقة فيما تدعيه من كراهية اليهود المغتصبين لفلسطين، أم كانت متزلّفة دعيّة، فإن المعوّل عليه في الحكم على اليهود هو ما ثبت لدينا في القرآن والسنة، وما استمد منهما في بيان حقيقتهم، وكشف عوارهم، وفضح دسائسهم، ففي ذلك كله ما يُغني ويكفي ويشفي.