فإن الشارع الحكيم قد ندب إلى تحسين الصوت بالقراءة، ومن ذلك قول نبينا - صلى الله عليه وسلم-: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن، يجهر به" أخرجه مسلم في صحيحه (١/٥٤٥، رقم ٧٩٢) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- والأحاديث في هذا كثيرة.
ولذا فإن جهاز الصدى (تردد الصوت) ، إذا ضبط على وضع يحسِّن الصوت بدون تردد زائد يؤثر في الفهم أو يشوش على السامع، فإنه لا بأس به، ويمكن أن يستدل لهذا بحديث الترجيع الوارد في صحيح البخاري (٤/١٨٣٠، رقم ٤٥٥٥) ، عن معاوية بن قرة عن
عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه- قال:"قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة سورة الفتح، فرجع فيها، قال معاوية - يعني: ابن قرة- لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم- لفعلت" قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٩/٩٢) : الترجيع: هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله الترديد، وترجيع الصوت ترديد في الحلق، وقد فسره بقوله: أاأ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة، ثم همزة أخرى، ثم قالوا: يحتمل أمرين: أحدهما: أن ذلك حدث من هز الناقة، والآخر: أنه أشبع المد في موضعه، والذي يظهر أن في الترجيع قدراً زائداً على الترتيل.." اهـ.