[خطأ سببه الأهل]
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ استشارات اجتماعية/أخرى
التاريخ ٢٤-٢-١٤٢٤
السؤال
أنا فتاة نشئت بحمد الله نشأة طيبة ومتدينة وأحفظ ما يقارب نصف القرآن ومتخرجة من كلية شرعية.
مشكلتي بدأت مع أهلي الذين يرفضون كل من يتقدم إلى خطبتي، حتى جاء اليوم وتقدم إليّ شاب ووافق الأهل وكان لي معه مهاتفات للتفاهم حول أمور الزواج، ثم حصل بعد زمن أن رفض أهلي هذا الشاب من دون ذكر أسباب واضحة، ولكنه هو كان متعلقاً بي كثيراً ورفض الاستسلام إلى أن حصل بيني وبينه لقاء وحصل اتصال وعلاقة محرمة من دون جماع كامل.
أنا الآن نادمة وتائبة ولا أعلم كيف حصل هذا معي وألوم أهلي كثيراً حين منعوني حقي في الحياة.
أنا خائفة جداً من ربي وكيف ألقاه بهذا الذنب وهل يقبل توبتي وندمي؟.
الجواب
أختي الكريمة أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أولاً: أذكرك أختي الكريمة بقوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) وقوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم [من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر] .وفي رواية: [وإن فر من الزحف] وقوله صلوات الله وسلامه عليه [ ... واتبع السيئة الحسنة تمحها ... ] الحديث.
ولذلك فعليك بالتوبة والاستغفار فقد قال تعالى على لسان نوح عليه السلام مخاطباً قومه (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) .
ثانياً: احمدي الله - أختي -إن انتهى الأمر عند هذه الحد ولم يتجاوزه إلى ما هو أخطر منه " واعتبري هذه تجربة مؤلمه استفيدي منها واحذري أشد الحذر من أن تنساقي وراء أيٍّ كان ولأيِّ سبب كان.. فالعاقل من وعظ بغيره!!! والتوبة تجب ما قبلها.
ثالثاً: أكثري أختي الكريمة من الدعاء بأن يوفقك الله ويحرسك من كل سوء وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يدلك على الخير ويعينك عليه.. وثقي أنك مطالبة بفعل الأسباب والاتكال بعدها على رب الأرباب الذي خلقك من عدم وكتب لك رزقك ونصيبك وأجلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما جاء في الحديث الصحيح. وتحري في دعائك مواطن الإجابة كالسجود وآخر ساعة من يوم الجمعة وفي ثلث الليل الأخير.
رابعاً: يمكنك أن تسرِّي إلى والدتك أو أحد أقاربك لكي يفاتح والدك أو وليك بمسألة الزواج وعدم رفضهم للمتقدم واحرصي رعاك الله على من ترضين دينه وخلقه ليكون لك عوناً على الخير.
وفقك الله وحماك من كل سوء وسدد على طريق الخير والحق خطاك.