للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السكن مع الكفار]

المجيب أ. د. محمد بن أحمد الصالح

أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢١/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

أنا شاب مغترب في بلد إسلامي للعمل، وتوجد في بعض المدن مشكلة صعوبة الحصول على مسكن؛ وذلك لزيادة قيمة الإيجار، وكنت عائداً من بلدي بعد إجازة، واضطرتني الظروف للسكن مع غير المسلمين، فصرت في حيرة: هل يجوز هذا بالرغم من أنه ليس برضا مني؟ ولكن ليس أمامي خيار آخر، وأنا -والحمد لله- متدين، وليس بيننا شراكة في شيء سوى السكن، بمعني أني آكل بمفردي. فهل سكني مع غير المسلمين حلال أم حرام؟

الجواب

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله، وبعد:

فالسكنى مع غير المسلمين ما دامت لا تلزمك بالأكل أو الشرب مما يأكلون أو يشربون من المحرمات، وليس لها تأثير عليك في عبادتك من الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، فلا مانع منها، ولا مانع أيضاً من مصاحبتهم بالمعروف، ولعلهم يجدون في حسن صحبتك وصدقك ومحافظتك على دينك وأخلاقك الأمر الذي قد يرغبهم في دخول الإسلام. وتذكَّر قول الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" [الممتحنة:٨] .

والبر أرقى أنواع الصلة والإكرام، والقسط المعاملة بالعدل، وهذا كله إذا لم يكن لهم تأثير عليك في التدين والالتزام والقيام بواجبات الإسلام، ويكون مبيتك في غرفة مستقلة ولا سيما إذا كانوا من المدخنين.

بارك الله فيك، ووفقك للمزيد من الصدق والبر والخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>