لم أجد لدعائي أثراً
المجيب محمد بن إبراهيم الحمد
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/اخرى
التاريخ ٠٤/٠١/١٤٢٦هـ
السؤال
السلام عليكم.
أنا بحمد الله إنسانة مسلمة، أصلي وأصوم، ودائماً أكمل فروض الله، وأعيش مع زوجي على الحلوة والمرة، مشكلتي أني أحس دائماً أن كل شيء مسدود في وجهي، وحتى الحاجة التي قريبة مني أشعر بأنها بعيدة عني، ودائماً أدعو وأدعو، وأشعر أن الله لا يستجيب دعائي، لماذا لا يستجيب الله دعائي؟ هل هذا من عمل السحر؟ وهل فك التبيعه أو إبطال السحر حلال أم حرام؟ السلام عليكم.
الجواب
احمدي الله أنك مسلمة تصومين وتصلين، وتؤدين الفرائض.
وعليك مع ذلك أن تحسني الظن بربك؛ لأن الله - عز وجل - يقول في الحديث القدسي الصحيح: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء" أخرجه أحمد (١٦٩٧٦) .
وعليك أن تكوني متفائلة محسنة الظن بربك بعيدة عن التشاؤم؛ لأن المتشائم - كما يقول ابن القيم رحمه الله - متعب القلب، مُنَكَّد الصدر، كاسف البال، سيء الخلق، أشد الناس خوفاً، وأنكدهم عيشاً، وأضيقهم صدراً، وأحزنهم قلباً.
وكم حرم نفسه بذلك من حظ، ومنعها من رزق، وقطع عليها من فائدة.
وعلى العكس من ذلك المتفائل؛ فهو واسع النظرة، فسيح الصدر، عالي الهمة، موفور النشاط.
ومما يعينك على التحلي بالتفاؤل، والسلامة من التطير والتشاؤم ما يلي:
١- استحضار ضرر الطيرة: فهي نقص في العقل، وفساد في التصور، وانحراف عن سوء الصراط.
وهي موجبة لانقباض النفس، وسوء الخلق، وفوات الخير.
وهي من كيد الشيطان، وتخويفه، ووسوسته، وإغوائه.
وهي مفسدة للتدبير، منغصة للعيش، مسببة للخذلان.
وأعظم من ذلك أن الطيرة باب إلى الشرك؛ إذ هي منازعة لله في شرعه وقدره، وهي مفضية إلى أبواب الدجل والخرافة.
فإذا استحضر العاقل ضرر الطيرة أقصر عنها، ولم يعد يلتفت إليها.
٢- المجاهدة: فقد تكون الطيرة مستحكمة في الإنسان، متمكنة من عقله.
وعلاج ذلك بالمجاهدة، وترك الاسترسال مع ما يلقيه الشيطان في روعه، وبتكلف ذلك مرة إثر مرة حتى يزول أثر الطيرة من قلبه.
٣- الإيمان بالقضاء والقدر: وذلك بأن يعلم الإنسان علم اليقين بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأنه لن يصيبه إلا ما كتب له؛ فذلك يحسم مادة الطيرة، ويزيل أثرها من القلب؛ فمن سلم لله واستسلم له لم يبق للخوف في قلبه موضع.
(وفي التسليم- أيضاً- فائدة لطيفة، وهي أنه إذا سلمها لله فقد أودعها عنده، وأحرزها في حرزه، وجعلها تحت كنفه؛ حيث لا تنالها يدُ عدوٍّ عادٍ، ولا بغي باغٍ عاتٍ) (١) .
٤- إحسان الظن بالله: فذلك موجب لراحة القلب، وطمأنينة النفس، فالله-عز وجل-عند ظن العبد به؛ فالمؤمن الحق يحسن ظنه بربه، ويعلم بأنه-عز وجل-لا يقضي قضاء إلا وفيه تمام العدل، والرحمة، والحكمة؛ فلا يتهم ربَّه فيما يجريه عليه من أقضيته وأقداره.
وذلك يوجب له استواء الحالات عنده، ورضاه بما يختار له سيده، كما يوجب انتظار الفرج، وترقَّبه.
وذلك يخفف حمل المشقة، ولا سيما مع قوة الرجاء، أو القطع بالفرج؛ فإنه يجد في حشو البلاء من رَوْح الفرج ونسيمه وراحته ما هو من خفي الألطاف، وما هو فرج مُعَجَّل.