عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ١٢/٢/١٤٢٤هـ
السؤال
صليت على إحدى الجنائز في الجامع، وبعد نقل الجنازة للمقبرة صلى عليها من لم يحضر في الجامع، وصليت معهم، وبعد ذلك أخبرني أحد الأشخاص بأن ذلك لا يجوز، أي: الصلاة على الجنازة مرتين مني، فهل كلام هذا الشخص صحيح؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، - والصلاة السلام- على رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه.
هذه المسألة فيها تفصيل:
(١) أن يقصد إعادة الصلاة على الميت أكثر من مرة، كأن يصلي عليه مع الناس، ثم يذهب لزيارته مرة أخرى فيعيد الصلاة، أو يصلوا عليه جماعة في المصلى ثم بعد دفنه يعيدون الصلاة عليه مرة أخرى فهذا غير مشروع، إذ لم يصح تكرار الصلاة على الميت، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- كما لم يصح ذلك عن أحد من أصحابه، وإنما شرعت الصلاة على الميت مرة واحدة.
(٢) أن يصلي على الميت ثم يتفق له أن يجد جماعة أخرى يصلون عليه، فله حينئذ الصلاة معهم، ومثل هذا ما لو صلى على ميت ثم ذهب إلى بلد فصلوا عليه صلاة الغائب صلى معهم أيضاً لما رواه البخاري (١٣٢١) ، ومسلم (٩٥٤) ، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مر بقبر قد دفن ليلاً فقال:"متى دفن هذا؟ قالوا: البارحة، قال: أفلا آذنتموني" قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك، فقام فصففنا خلفه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما- وأنا فيهم فصلى عليه"، إذ لم يستفصل النبي - صلى الله عليه وسلم- الحاضرين من الصحابة من كان منهم صلى على هذا الميت ممن لم يكن صلى عليه، مع أن ظاهر حالهم الصلاة عليه لإخبارهم النبي - صلى الله عليه وسلم- بحاله، وهذا مثل ما لو صلى الصلاة المكتوبة في جماعة، ثم أتى المسجد فوجدهم يصلون فإنه يصلي معهم، مع أنه لا يشرع للإنسان تقصد تكرار الصلاة المفروضة.
وانظر لمزيد الفائدة مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز - رحمه الله- (١٣/١٥٦) ، والله تعالى أعلم، - وصلى الله وسلم- على نبينا محمد.