أنا أشكو من مشكلة عارضة، وهي أن ابني الذي لم يكمل السادسة عشر صار يدخن بالرغم من اجتهادنا في تربيته تربية صالحة. أعلم أن أصدقاء السوء هم السبب في ذلك ورغم تحذيرنا له منهم ومن الوقوع في الخطأ إلا أنه لا يستجيب، فقد تعلق بهم كثيرا وقد تعرف عليهم في المدرسة، أريد أن ترشدني خطوة خطوة في كيفية توجيهه وإرشاده مع العلم أننا كثيري النصح والتوجيه له لكنه أمامنا شخص وأمامهم شخص آخر، أريده أن يقلع عن التدخين في أسرع وقت فأنا مصدومة فيه كثيراً.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن التدخين ليس مشكلة فحسب، بل هو عمل محرم، وعادة سيئة، تدق مسامير نعش الشباب، وتنهش في جسد الشعوب، وتقودهم إلى دائرة الهلاك. ونرى لك من الحلول ما يلي:-
١- الاستعانة بالله - عز وجل - واللجوء إليه، ودعائه بأن يقلع ولدك عن التدخين، وأن يبارك الله في الجهود لحل المشكلة، فإن الدعاء سلاح غفل عنه كثير من الناس.
٢- التوكل على الله - تبارك وتعالى -، وتفويض الأمر إليه، وتعليق القلب به في حل المشكلة، وما ظنك، وقد ضمن الله - جل وعلا - لمن توكل عليه، القيام بأمره، وكفايته همه، قال - تعالى -: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه.."[الطلاق:٣] أي كافيه، ومن لم يكفه الله، لا كفاه الله؛ لأن كثيراً من الناس إذا وقع في مصيبة، علق آماله على غير الله [فلان + طبيب + دواء + شهادة + شفاعة + مال + وظيفة + ... ] والواجب أن نعلق قلوبنا بالله، ونجأر إليه، و [الطبيب + الدواء + ... ] كلها أسباب نستعملها ونجتهد في تحصيلها، لكن قد ينفع الله بها لحكمة أرادها، وقد لا ينفع الله بها لحكمة لا يريدها. فافهمي ذلك جيداً.
٣- ضرورة تعاون الأسرة جميعاً، وإشعارهم بخطر المشكلة، وإقناعهم بذلك، بدءاً بوالده وانتهاءاً بإخوانه وأخواته؛ حتى يكون أهل البيت يداً واحدة ضد المشكلة.
٤- من الأساليب الأولية النافعة، نصيحة الابن من الجميع بترك التدخين، منعه من الدخول به في البيت، معاتبته بالحسنى، وإظهار عدم الرضى إذا شُمت منه رائحته، التنفير من مرافقته لفلان وعلان ممن يدخنون، منع بعض الأمور المحببة إليه إذا دخن، إظهار الامتعاض من والديه تجاه المشكلة.