للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَمُّ الزواج يقلقني

المجيب د. فؤاد العبد الكريم العبد الكريم

عضو هيئة التدريس بكلية الملك فيصل الجوية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته

التاريخ ١٢/٠٥/١٤٢٥هـ

السؤال

أنا محتارة، وصدري ضيق مما أنا فيه؛ فعندما أقرأ الحديث الشريف الذي يقول: "من كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له"، أشعر وكأنه يعبر عني، فبالرغم من أنني مواظبة على الصلاة، وعلى ذكر الله، وقيام الليل، إلا أن لدي هماً دائماً يشغل فكري حتى في صلاتي، وهو هَم الزواج، فدائما ما أدعو الله أن يفرج همي، حتى إنني دائمة الاستغفار طمعاً أن يرزقني الله بالزوج والذرية الصالحة، وهذا هَم من هموم الدنيا، لهذا دائماً أشعر بضيق الصدر والحزن، إلا أن الله سرعان ما يشرحه عندما أذكره وأدعوه أن يشرح صدري.

فصرت أستحي من الله عندما أدعوه أن يفرج همي، وأقوم الليل كي أسأله أن يعطيني سؤلي، أفكر بالتوقف عن سؤال الله لحاجتي، لكنني أقول في نفسي: إن هذا من وسوسة الشيطان؛ فهو لا يريدني أن أسأل الله، وسرعان ما أقول لنفسي إن لم أسأل الله فمن أسأل، ومن يفرج همي غيره، وأقول يكفي أن الله منَّ عليّ بالانطراح بين يديه، والدعاء، وكثرة الاستغفار، فهذه بحد ذاتها نعمة، أفيدوني -أثابكم الله-، هل ينطبق عليَّ هذا الحديث؟ وكيف أخرج من هذا الهم وأجعل الآخرة همي، فأنا أستحي من الله الذي أنعم عليّ بالكثير من النعم التي لا تحصى بأن أجعل الدنيا همي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخت السائلة ذكرت سؤالها ومشكلتها، وفي نفس الوقت ذكرت حل هذه المشكلة، هي تسأل الله - عز وجل- أن يرزقها الزوج الصالح والذرية الصالحة، وتقوم الليل وتدعوه، وتتوسل إليه أن يحقق سؤلها، ويفرج همها، ثم تخشى أن ينطبق عليها حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ... " الحديث رواه الترمذي (٢٤٦٥) وغيره من حديث أنس - رضي الله عنه-. وتفكر لأجل ذلك بترك الدعاء والمسألة، وفي نفس الوقت تخشى أن يكون تخوفها هذا من وسوسة الشيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>