الجهاد في هذا الزمن ليس بفرض عين، ولو قيل بأنه فرض عين لتعين على كل أحد أن يتوجه للجهاد، فتتعطل مصالح الأمة في سائر الأقطار من أجل بلد واحد، مع حاجة الأمة الظاهرة في مجالات شتى، كمجالات العلم من العلم الشرعي، والعلم الدنيوي كالطب، والهندسة، ووسائل الاتصالات وغيرها. فإن الأمة محتاجة إلى هذه العلوم، ويترتب على تخلفها فيها: ضعفها، وتسلط أعدائها عليها، فكان لزاماً أن ينفر من أبنائها من يتفقه في هذه العلوم ليسدّ حاجتها. وهكذا كل ما تحتاج إليه الأمة في وسائل معيشتها وبقائها. وهذا يتعارض مع القول بأن الجهاد فرض عين.