للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف الجمع بين هذين النصَّين

المجيب د. تركي بن فهد الغميز

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٦/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى: "كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا"، وبين الأحاديث الواردة في أن المرء يحرم الرزق بالذنب يصيبه؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فأول شيء يجب بيانه هنا معنى الآية، قال ابن: -رحمه الله- كثير في تفسيره (٥/٦٢) في تفسير قوله تعالى: "وما كان عطاء ربك محظورا" [الإسراء:٢٠] أي ممنوعاً، أي لا يمنعه ولا يرده راد، قال قتادة: "وما كان عطاء ربك محظوراً" أي منقوصًا ا. هـ ثم ذكر ابن كثير من قال بالأول.

والمعنيان هنا غير مختلفين، فعطاء الله غير ممنوع ولا منقوص، يعني لا يستطيع أحد أن يمنعه ولا أن ينقصه.

إذا تبين هذا فإنه لا يعارض منع الرزق بالذنب يصيبه العبد؛ لأن الذي يمنع الرزق هنا هو الله -سبحانه وتعالى- وليس سواه.

ثم إن الله -سبحانه- إذا شاء جعل الذنب يمنع به تقدير الرزق لعبده، هذا إن صح أن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه فهو هنا غير مشكل، ولكن الحديث الوارد في ذلك غير ثابت، وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢٢٣٨٦) فينظر تخريجه هناك، وكلام المحققين في بيان ضعفه.

ولكن ابن القيم ذكر في كتابه النافع "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" (ص٩٨) من آثار المعاصي القبيحة: حرمان الرزق بالذنب يصيبه العبد، واستدل بالحديث المذكور. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>