للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لقد قسا قلبي]

المجيب عبد الله بن فهد السلوم

مدرس بثانوية الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/تربية النفس

التاريخ ٢٤/١٠/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي هو: أنني أحب الدين والملتزمين به، -والله يعلم-، ولكنني ضعيفة في نفسي، كثيراً ما أقع في ذنوب، وربما أعلم أنها معاص، ولكنني أستمر فيها، بالرغم من أنني أحفظ الكثير من القرآن الكريم، بل شارفت على ختمه حفظاً، ومما يزيد همي أن الناس من حولي يظنون بي الخير والصلاح، والله يعلم عصياني وسيئاتي، كم أحب أن أقوم الليل وأحفظ لساني، وأحافظ على الأذكار، إنني أشعر كأنني في بحر لجي، يغشاه موج، من فوقه موج، من فوقه سحاب، خاصة وقد كنت أقوم من الليل، وأصوم، ولي أذكار أحافظ عليها، ففقدت من هذا الكثير حتى قسا قلبي، وجفت عيني، وضاقت علي الأرض. فأفيدوني -مأجورين جزاكم الله خيراً-.

الجواب

إلى الأخت السائلة: - وفقها الله - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:

تذكرين أنك تحبين الدين والملتزمين، وأنك قاربت حفظ القرآن، وأنك تعملين المعاصي، ومستمرة عليها، وأنك كنت تقومين الليل، وتصومين ... ثم فقدت كثيراً من ذلك الخير فقسا قلبك، والجواب:

١- يا أختي الكريمة لتعلمي أن الذنوب لها ضريبة وعاقبة، ومن عواقبها الحرمان من الخير، وقسوة القلب، وغضب الرحمن، وفرح الشيطان، وضيق الصدر، وفقدان التوفيق في الدنيا والآخرة، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" [طه: ١٢٤] ، "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين" [النساء: ١٤] .

٢- إن المعاصي يأخذ بعضها برقاب بعض، فتجر بعضها بعضاً، فالسيئة تجر إلى مثيلاتها.

٣- إن كل طاعة من صلاة، وقرآن وذكر، وإحسان، وخشوع، وبر، هذا الخير لا يهبه الله إلا لمن أحب، ولا يحبه الله إلا إذا صدق مع ربه ووالاه، وأحبه ورجاه، أما الدنيا من المال والجاه، فإن الله يهبها لمن يحب، ومن لا يحب، فإذا أردت أن يوفقك الله للطاعة فجدي في طلب الإعانة من الله؛ لأن العبد لا يستطيع تحصيل حسنة واحدة إلا بإعانة الله وتوفيقه.

٤- إن غالب الذنوب دافعها الشهوات، فتألفها النفس، ولا يسهل تركها إلا من تركها جميعاً لوجه الله -تعالى- ولا يقطع الشهوات من القلب، وترك محبوبات النفس إلا التعلق بالله، والدار الآخرة، واحفظ الله يحفظك.

٥- تعوَّذ النبي -صلى الله عليه وسلم- من الحور بعد الكور، يعني من الرجوع بعد الإقدام، أنرجع من الطاعة إلى المعصية؟ لهذه حال سيئة، وسبيل للشيطان يزين للعبد؛ ليعرض عن كلام ربه، وحلاوة مناجاته ...

لا بد -من الآن- من توبة نصوح، ودموع صادقة، وإقبال بندم، وانكسار على الله، ثم أبشري بالخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>