[هل من مخرج من هذه المصيبة؟]
المجيب فهد بن أحمد الأحمد
مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/الشذوذ الجنسي
التاريخ ٠٧/٠٤/١٤٢٥هـ
السؤال
أعرض عليكم مشكلتي: التي أكتبها بحروف من دم، فواصلها اليأس، وعنوانها الندم، يعلم الله أني مظلوم بهذه المصيبة, بسب إهمال والدي في تربيتي وبحثه ليل ونهار وراء المال، وغيابه عن البيت لمدة تصل حتى الشهر؛ ونحن أطفال، والحمد لله الذي رزقنا أم صالحة دينة، (ولكن اليد الواحدة التي لا تصفق) .
بدأت مشكلتي وأنا في السابعة من عمري، وهبني الله حسن الخلقة التي أُحسد عليها من قبل النساء قبل الرجال، فقد كنت مثل الوردة التي تعيش بين الأشواك، ففي ذلك الزمان كان هنالك تحرشاً جنسياً من قبل أولاد الحارة، ولكن -الحمد لله- سلمني من تلك الأمور، وسارت الأيام حتى وصلت التاسعة من عمري حتى تمكن مني رجل، وكان ذلك الرجل بداية النهاية، ومن بعد ذلك الرجل تمكن مني وللأسف ـ وكما كانت الطعنة من الخلف ـ خالي، ومن بعده ابن خالتي، وأنا في العاشرة من عمري، وكانت كل همومي في ذلك الوقت كيف أن أخفي وأستر على نفسي من هذا العمل المشين على والدتي وعلى إخوتي.
ومع مرور الوقت وأنا أحاول أن أستر عن نفسي، ويعلم الله أني كنت أحاول منعهما بكل ما أستطيع، وكانا يغتصباني! وكنت أقول لهما إني أخاف الله، وأني تبت من ذلك، ولكن لا حياة لمن تنادي، ومرت الأيام حتى أصبحت أتلذذ بالأمر (أستغفر الله) .
الآن تبت، ولكن تحدثني نفسي أنه لا توبة لي، حتى قرأت حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما معناه: "من فَعَلَ فعل قوم لوط أقتلوا الفاعل والمفعول به"، وقد كان هذا الحديث بالنسبة لي بمثابة الصدمة يعني لا أمل لي في التوبة حتى ... هل هنالك حل يا شيخ؟ هل هنالك مخرج من هذه المصيبة؟ هل الجهاد في سبيل الله هو الحل؟ هل أسلِّم نفسي إلى أقرب محكمة وأعترف بهذا الفعل المشين؟. أكتب لك يا شيخ هذه الرسالة وأنا الآن أبلغ ٢٣ من عمري والله المستعان.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لك تواصلك الإلكتروني مع موقع الإسلام اليوم؛ سائلا الله تعالى أن يرينا وإياك الحق حقاً، ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يعينك وييسر لك أمورك في دنياك وآخرتك ويقيك شر نفسك والشيطان إنه جواد كريم.
أخي الكريم.. بقدر ما أحزنني الوضع السيئ الذي قد عشته وأثر على سلوكك بالسلب وهو نتاج الغفلة عن الأبناء مما جعلهم فريسة سهلة للأشرار وأحدث لك مشاكل كثيرة ومنها وقوعك في فاحشة اللواط -حماك الله منها وحفظك- أقول بقدر ما أحزنني ذلك فقد سعدت كثيراً بقوة الإرادة لديك وتصميمك الأكيد على التخلص منها والتوبة إلى الله -عز وجل- وقدرتك على إظهار الرفض الداخلي لها من خلال عرض مشكلتك والبحث عن حلٍّ لها وتلك وأيم الله بداية التصحيح التي أنت بحاجة لها.. وكثير من الناس لا زال لا يستطيع تفجير تلك القوة الداخلية للبحث عن الطريق القويم طريق المؤمنين الذي رسمه لهم الإسلام، ووضع ضوابط لكل شؤون الحياة..