للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فضيلة الجلوس بعد العصر في المصلى حتى الغروب!]

المجيب د. تركي بن فهد الغميز

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٩/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

سؤالي عن حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي فيه حثٌّ على الجلوس بعد صلاه العصر حتى تغيب الشمس، وكذلك الحديث الذي فيه الحثُّ على الجلوس لذكر الله حتى تطلع الشمس.

فهل هذان الحديثان صحيحان؟ وإذا كانا صحيحين فهل يلزم الجلوس في المسجد؟ وهل يحصل الأجر إذا جلس المسلم -بعد أداء الفريضة في المسجد- في بيته في مكان منعزل يذكر الله ويقرأ القرآن؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد ثبت في صحيح مسلم (٦٧٠) عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ... الحديث.

وهذا دال على فضيلة الجلوس في مكان صلاة الفجر حتى طلوع الشمس.

كما جاءت أحاديث متعدِّدة في فضيلة ذلك، وبيان ما فيه من الأجر، ففي بعضها: "غفرت له ذنوبه"، وفي بعضها: "كان له حجاب من جهنم"، وفي بعضها: "كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة". وفي بعض هذه الأحاديث ذكر صلاة ركعتين أو أكثر بعد طلوع الشمس، وهذه الأحاديث اختلف أهل العلم في صحتها، فمنهم من قوَّاها وعضد بعضها ببعض، ومنهم من ضعَّفها، والذي أراه أنها ليست قوية، لكن الجلوس ثابت في حديث جابر بن سمرة السابق. وهو سنة وفضيلة ينبغي الحرص عليها.

أما الجلوس بعد العصر حتى غروب الشمس، وصلاة المغرب أيضاً، فهو داخل في عموم الرباط، وقد ثبت في صحيح مسلم رقم (٢٥١) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ ". قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط".

والظاهر أن الفضيلة في ذلك -بالنسبة للرجال- إنما تحصل إذا كان جلوسهم في المساجد، وليس في بيوتهم؛ لوجوب إقامة الجماعات في المساجد، ولأن هذا هو فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي قوله: "كثرة الخطا إلى المساجد" ما يدل لذلك، فإنهم إنما رابطوا في المساجد.

وأما النساء -ومن في حكمهن من المعذورين- فهذه الفضيلة تحصل بالجلوس في أماكن الصلاة. هذا ما ظهر لي في ذلك. والعلم عند الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>