التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ قضايا المرأة /مسائل متفرقة
التاريخ ٢٨/٦/١٤٢٤هـ
السؤال
توجد الآن ظاهرة بين الفتيات في سن الزواج، وحتى بين المنتقبات الملتزمات، هذه الظاهرة هي رفض الزواج بحجة أن الحياة هكذا أفضل، أو حتى أتعلم ديني أكثر، أما الأغرب في الرفض لأن العريس مثلاً لباسه به إسبال قليلاً فترفض؛ لأن هذا الشاب وإن كان متديناً أو يحاول لن يساعدها في دينها، وهكذا تقول ويمضي العمر، ويصبح الطرفان بدون زواج، وأنا كأم لشاب مستقيم، ويخشى الله، ولكن يحاول يرتقي في دينه ولكن الهوينى، حزينة فعلاً؛ لأننا كلما أردنا التقدم لفتاة ويكون أهلها موافقين تعتذر هذه الفتاة أو تلك، حتى قبل رؤية ابني بحجة أنها لا تريد الزواج، وللعلم منهم المتنقبة وقريبة لنا، وتقسم أن ابني ليس به عيب، ولكنها تفضل عدم الزواج. أرجو توجيه كلمة لمثل هذا النوع من الفتيات.
الجواب
لقد جاء الدين الحنيف شاملاً كاملاً لا نقص فيه بوجه من الوجوه، ففيه الخير للرجل والمرأة والصغير والكبير، ومن خيرية هذا الدين عنايته بالمرأة المسلمة متزوجة كانت أو غير متزوجة، ومن عنايته بالفتاة المسلمة غير المتزوجة ما جاء في وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لوليها يقول:" إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " أخرجه الترمذي (١٠٨٤) ، وابن ماجة (١٩٦٧) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، واللفظ له. فهذا أمر من النبي الكريم لأولياء الفتاة بالمبادرة إلى تزويجها إذا تقدم لهم الكفء صاحب الخلق والدين، وتحذير منه - صلى الله عليه وسلم- من الإعراض عن ذلك بالفتنة التي تلحق بالرجال والنساء إذا أعرض الناس عن العمل بهذا الحديث، فقد قال بعض أهل العلم:" إن لم تزوجوها إلا من ذي مال أو جاه ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم بلا نساء، فيكثر الافتتان بالزنا، وربما يلحق الأولياء عار، فتهيج الفتن والفساد، ويترتب عليه قطع النسب، وقلة الصلاح والعفة "، وقال آخر:" إن تعظيم الجاه والمال وإيثاره على الدين يؤدي إلى الفتنة ".
وهذا الأمر النبوي الكريم ليس خاصاً بولي المرأة فحسب، بل هو موجه لها أيضاً؛ لأن لها حقاً في قبول الزوج أو رفضه، فيجب عليها أن تكون معينة لولي أمرها على تنفيذ هذا الأمر النبوي الكريم، وإلا فإنها هي المعرضة للفتنة أكثر من غيرها.
إن اعتذار بعض الفتيات بتأخير الزواج بحجة الدراسة، أو العمل، أو غير ذلك فإنه من أسباب الفتنة ومن تلاعب الشيطان بهن - نسأل الله العافية لهن -، وكم من الفتيات حصل منهن ذلك فندمن على هذا أشد الندم، فهذه إحداهن تصرخ، وتقول:" خذوا شهاداتي، وأعطوني زوجاً " فإن المرأة يمكن أن تعيش سعيدة بدون شهادات ولا عمل، وما أكثرهن، ولكن كيف تعيش سعيدة بدون زواج؟ وكذا فإن المرأة التي تطلب زوجاً لا عيب فيه ستبقى من دون زوج؛ لأنها لن تجد من المتقدمين لها من لا عيب فيه.
لذا فعلى المرأة أن تتقي الله في نفسها، وعلى وليها أن يتقي الله - سبحانه وتعالى - فيها، فلا يمنعها من الزواج لمصلحة دنيوية له أو لها، وليعلم الولي، ولتعلم المرأة أيضاً أن زواجها حسب المعيار الذي حدده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك في إعانة للمرأة على تحقيق ما ينفعها في الدنيا والآخرة.